البابا فرنسيس يروي قصّة «طبيب الفقراء» في فنزويلا

البابا فرنسيس في المقابلة العامّة الأسبوعيّة البابا فرنسيس في المقابلة العامّة الأسبوعيّة | مصدر الصورة: Daniel Ibanez/CNA

أكّد البابا فرنسيس، في المقابلة العامّة الأسبوعيّة التي أجراها صباح اليوم مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، أنّ الحماس الرسولي يكمن في تصاميم الله لا في الطموحات الخاصّة. وروى قصّة «طبيب الفقراء» في فنزويلا.

مستكملًا سلسلة التعاليم حول الغيرة من أجل الأنجلة، تحدّث الحبر الأعظم عن شخصيّة مهمّة في أميركا اللاتينيّة وتحديدًا في فنزويلا، وهو خوسيه غريغوريو هيرنانديز سيسنيروس. عُرف في بلده بألقاب مثل «طبيب الفقراء» و«قديس الشعب» و«رسول الحبّ» و«مبشّر الأمل». وُلد خوسيه عام 1864 وتعلّم الإيمان من والدته ثمّ أصبح طبيبًا، وأستاذًا جامعيًّا. أمضى حياته في مساعدة المحتاجين والفقراء والمرضى والمهاجرين. وفضّل ثروة الإنجيل على ثروة المال. 

وصفه الأب الأقدس بأنه رجل متواضع ولطيف ولكن في الوقت نفسه كانت تدفعه نار داخليّة تعكس رغبة العيش في خدمة الله والجار. بفضل هذه الحماسة، حاول مرّات عدّة أن يصبح كاهنًا، إلّا أنّ مشكلات صحيّة متعدّدة منعته من ذلك. ولكن لم ينطوِ على ذاته، بل أصبح طبيبًا يهتم بالآخرين. وشدّد فرنسيس على أنّ هذا هو الحماس الرسولي، أي عندما لا يتبع الفرد طموحاته الخاصّة بل ينفتح على تصاميم الله. فقد فهم خوسيه أنّ من خلال العناية بالمرضى، سيضع إرادة الله موضع التنفيذ.

البابا فرنسيس في المقابلة العامّة الأسبوعيّة. مصدر الصورة: Daniel Ibanez/CNA
البابا فرنسيس في المقابلة العامّة الأسبوعيّة. مصدر الصورة: Daniel Ibanez/CNA

ودعا الحبر الأعظم إلى التساؤل:«من أين حصل خوسيه غريغوريو على هذه الحماسة كلّها؟». شرح خوسيه أنّ في العالم أشخاصًا جيّدين وأشخاصًا سيئين. فالأشخاص السيئون أصبحوا سيئين بأنفسهم ولكنّ الناس الجيّدين هم كذلك فقط بمساعدة الله. وتابع الأب الأقدس: «القوّة التي استمدها خوسيه تأتي من علاقته بالرب، إذ كان يشارك في القداس ويصلّي المسبحة يوميًّا».

وفي ختام كلمته تساءل فرنسيس: «أمام يسوع الموجود في الفقراء بجانبي، أمام الذين يعانون في العالم أكثر من غيرهم، كيف أتفاعل؟ هل أفعل شيئًا ما أم أبقى متفرّجًا؟». يشجّع خوسيه غريغوريو على الالتزام في مواجهة القضايا الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة الكبرى اليوم. كثيرون من الناس يتحدّثون عنها ويشتكون منها وينتقدون ويقولون إنّ كلّ شيء يسير على نحو غير صائب. لكن ليس هذا ما يُدعى إليه المسيحي، بل يدعى إلى التعامل معها. وذكّر الحبر الأعظم بطلب القديس بولس الصلاة وعدم الثرثرة بل تعزيز الخير لبناء السلام والعدالة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته