البابا فرنسيس يغادر منغوليا: مجّانية العطاء بلسم القلوب

البابا فرنسيس يختتم رحلته إلى منغوليا البابا فرنسيس يختتم رحلته إلى منغوليا | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

غادر البابا فرنسيس الأراضي المنغولية ظهر اليوم بالتوقيت المحلي، مختتمًا الرحلة الرسولية الثالثة والأربعين في حبريته. 

فقد انطلق الأب الأقدس من مطار جنكيز خان الدولي عند الساعة 12:05 ظهرًا بالتوقيت المحلي في رحلة عائدة إلى إيطاليا بعد مراسم وداع رسمي. وفي حرم المطار كانت في وداع فرنسيس وزيرة خارجية البلاد باتمونخ بابتسيتسيغ قبل صعوده إلى متن الطائرة. ومن المتوقع وصول البابا إلى الأراضي الإيطالية قرابة الساعة 17:20 عصر اليوم.

وفور مغادرته الأراضي المنغولية أرسل الأب الأقدس تلغرامًا إلى الرئيس المنغولي أوخناجين خوريلسوخ معبّرًا عن امتنانه العميق لرئيس البلاد وسلطاتها وشعبها على الاستقبال الحار والضيافة الكريمة في خلال زيارته الرسولية. وأكّد فرنسيس صلاته المستمرة لسلام البلاد ووحدتها وازدهارها، داعيًا حلول النعمة الإلهية عليها. 

وقبل التوجّه إلى المطار كان فرنسيس دشّن صباحًا «بيت الرحمة» للأعمال الخيرية والتقى موظفي المركز ومتطوّعيه. وألقى كلمةً شكرَ فيها العاملين في المركز على شهادتهم المسيحية.

وفسّر الأب الأقدس أنّ الكنيسة منذ بداياتها تصرّفت بجدية كبيرة مع حقيقة وجود يسوع في الفقراء وبَنَت هويّتها على هذا الإيمان. فيمكن الاستنتاج من أعمال الرسل أنّ الجماعة المسيحية الأولى بَنَت حياة الكنيسة على أربعة أساسات: الشركة والليتورجيا والخدمة والشهادة. ورأى أنّ كنيسة منغوليا الصغيرة تعيش اليوم شهادةً مشابهة للكنيسة الأولى. 

البابا فرنسيس يختتم رحلته إلى منغوليا. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا فرنسيس يختتم رحلته إلى منغوليا. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

وذكّر فرنسيس بأنّ المرسلين الأوائل إلى العاصمة المنغولية أولان باتور في تسعينيّات القرن الماضي شعروا بضرورة العيش بحسب نداء المحبة في المجتمع المضيف لهم. وشرح أنّ اسم «بيت الرحمة» الذي دشّنه اليوم مؤلّف من كلمتين يمكن أن يُعدّا تعريفًا لماهية الكنيسة.

وشدّد الأب الأقدس على المجّانية في العطاء التي تفرج القلب وتبلسم الجراحات وتقرّب من الله. ولفت إلى أنّ تقدّم الأمم الحقيقي لا يُقاس بالغنى الاقتصادي وقوة السلاح بل بالقدرة على تأمين الطبابة والعلم والنمو المتكامل للناس. 

ورفض الأقوال التي تشير إلى أنّ الأشخاص المقتدرين وحدهم يستطيعون فعل الخير وأنّ الكنيسة الكاثوليكية تضطلع بالأعمال الخيرية لاقتناص الأشخاص وجذبهم إلى جماعة المؤمنين. ودحض أيضًا القول إنّ الإمكانيات الاقتصادية وحدها تستطيع بلسمة جراحات المحتاجين، مسلّطًا الضوء على أهمية الإصغاء والتعاطف. 

وختم فرنسيس مؤكّدًا أهمية القلب الحسن المصرّ على فعل الخير للآخرين بمجّانية. وأعطى مثالًا من سيرة القديسة تريزا من كالكوتا التي كانت تخدم المرضى حبًّا بالله. وصلّى كي يخدم «بيت الرحمة» المساكين بعطاء مجّاني. 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته