سينودس المرأة في لبنان... مراحل مثمِرة ووثيقة مُرتَقَبَة

مسيرة سينودسية خاصّة بالمرأة في الأبرشيات والرعايا مسيرة سينودسية خاصّة بالمرأة في الأبرشيات والرعايا | مصدر الصور: أبرشية أنطلياس المارونية/رعية مار الياس وادي العرايش/Bkerke Jeune

تستعدّ الكنيسة في لبنان بعد أيام للاحتفال بإطلاق «الوثيقة التأسيسية للمسار السينودسي حول المرأة». فمنذ مارس/آذار الماضي، انطلقت مسيرة سينودسية خاصة بالمرأة حول حضورها ورسالتها في الكنيسة والمجتمع ببركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورعايته، وقد وصلت اليوم إلى جمع خلاصاتها بوثيقة. 

لإلقاء الضوء على هذه المسيرة ومخرجاتها، قابلت «آسي مينا» منسّقة مكتب راعوية المرأة في الدائرة البطريركية ببكركي، وأستاذة العلوم الاجتماعية في جامعة الروح القدس-الكسليك الدكتورة ميرنا عبود مزوّق التي فصّلت المراحل المؤدية إلى صدور هذه الوثيقة. 

جذور سينودس المرأة

فسّرت مزوّق أنّ هذا المسار انطلق رسميًّا قبل نحو سنة ونصف السنة وسبقته تحضيرات جدية ومكثفة. وأوضحت أنّ جذور سينودس المرأة تعود إلى قرار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القاضي بتأسيس مكتب راعوية المرأة عام 2012. فقد تأسّست بعدها لجان في الأبرشيات المارونية وأُنجِزت دراسات عن مستوى حضور المرأة في الكنيسة.

وأضافت مزّوق: «تبيّن (من الدراسات) أنّ المرأة موجودة وبكثافة في نواح كثيرة من الخدمة الكنسية، لكن في مواقع أخذ القرار أو صنعه يتراجع مستوى حضورها. لذا، قبل نحو خمس سنوات أقامت لجنة أبرشية صربا مؤتمرًا بشأن هذه النقطة، ثم بدأنا العمل على نصّ محوريّ عن حضور المرأة مع الدكتورة الراحلة جوسلين خويري».

لجنة لمرافقة السينودس

أضافت مزّوق: «عندما تسلّمتُ مهام تنسيق مكتب راعوية المرأة، جمعتُ شخصيات أكاديمية من مختلف الطوائف الكنسية، متخصّصة في الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا المسيحية واللاهوت بأنواعه. وأسمينا هذه المجموعة "لجنة الخبراء المسكونية لمرافقة السينودس حول المرأة». 

وأردفت: «بدأنا نجتمع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2020 وقرّرنا مع مكتب راعوية المرأة أن نمضي بمسيرة سينودسية، وألّا نحصر ذلك في إنتاج نصّ مرجعي. فالعمل السينودسي ليس عملًا بحثيًّا بل هو تفاعل بين جميع مكونات الكنيسة».

أهداف المسيرة السينودسية

كشفت مزوّق أهداف المسيرة السينودسية: «أولها تسليط الضوء على الكتاب المقدس وتعليم الكنيسة المرتبط بالمرأة؛ وثانيها تشجيع التزام المرأة الفعّال في الكنيسة والمجتمع وتحقيق الشراكة والتكامل بالمسؤولية في التعليم والخدمة والقيادة وصنع القرار؛ وأخيرًا تمكين المرأة وتثقيفها لتعزيز دورها ورسالتها». 

وأشارت مزّوق إلى أهمية التفاعل طوال الفترة السابقة بين ثلاثة مكونات هي لجنة الخبراء والسلطة الكنسية والأرض الكنسية (أي الأبرشيات والرعايا والجمعيات والرهبانيات والمؤسسات... إلخ). فمن هنا نتجت الوثيقة ووافق عليها البطريرك الراعي لتطلَق رسميًّا في التاسع من الشهر الجاري.

مضمون الوثيقة 

يُرتقب أن تتضمّن الوثيقة التحديات الأنثروبولوجية والكنسية والاجتماعية والقانونية المرتبطة بالمرأة. كما تنطوي على فصل واسع عن ثوابت حضور المرأة الكتابي والأنثروبولوجي والكنسي، وفصل للتوجهات العملية. وأكّدت مزّوق لـ«آسي مينا» أنّ المسيرة لن تتوقف عند تلك الوثيقة، بل سيُتابع في ضوئها تحويل توجيهاتها إلى توصيات وآليات عمل.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته