انتظرا مجيء مخلّص العالم... فوُلِد المسيح من نسلهما

أيقونة تُظهر القديسَيْن يواكيم وحنّة ومريم العذراء أيقونة تُظهر القديسَيْن يواكيم وحنّة ومريم العذراء | مصدر الصورة: Dimitris vetsikas/Pixabay

تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار القديسَيْن يواكيم وحنّة في تواريخ مختلفة، منها 9 سبتمبر/أيلول من كلّ عام. ففي التأمّل بحياتهما، نشاهد عائلةً مقدسة، صبرت وصلّت وطلبت بكل ثقة نعمة الله فتميّزت بتواضعها وعمق محبتها وعملها الصالح.

نشأ يواكيم في الناصرة، مسقط رأسه، وهو من ذرية داوود. اسمه من جذور عبرية، ويتفرّع من كلمتَيْن، هما «يهوه» وفعل «خيّم» الذي يعني نصب خيمته وأقام مسكنه. أمّا القديسة حنّة فهي من بيت لحم، من سبط لاوي، وآخر مولود لرئيس الكهنة ماثان بن لاوي بن ملكي من نسل هارون الكاهن. يرمز اسم حنّة إلى الحنان والرأفة والنعمة، وهو في العبرية «شانا». 

فاح عطر فضائل القديسَيْن السامية من حولهما، فكانت الصلاة ومحبة الله والقريب وصنع العمل الصالح محور حياتهما. راحا ينتظران بفرح عظيم مجيء مخلص العالم. مضت الأعوام على زواجهما، ولم يرزقا طفلًا يملأ حياتهما ويزرع البهجة والأمل فيها. حينئذٍ، أشار الناس إليهما بالعاقرَيْن الخاطئَيْن. 

لكن، وعلى الرغم من تلك النظرة التي كانت سائدة في تلك الأيام، لم يفقدا نعمة الرجاء والثقة المطلقة برحمة الله اللامتناهية. فأحبّ يواكيم زوجته من كلّ كيانه وقلبه، ولم يتخلَّ عنها لأنّها عاقر، بل ظل بقربها داعمًا لها، وتميّز باحترامه الشديد لها. وبعد طول انتظار، استجاب ربّ الأرباب لصوت تضرعاتهما، وأنجبت حنّة مريم العذراء التي كلَّلها الله بنعمه منذ لحظة ولادتها. ولمّا بلغت الثالثة من عمرها، قدّمها يواكيم وحنّة إلى الهيكل، متمِّمَيْن بذلك عهدهما أمام الله، وهو تكريس طفلتهما لخدمته.

وبعدما عرف القديسان حياةً مفعمة بالتقوى وغمرت نعمة الربّ حياتهما، رقد يواكيم بسلام في سنّ الشيخوخة. أمّا حنّة فقيل أنّها حظيت بنعمة رؤية الطفل يسوع بعد ولادته وبعدها انتقلت إلى معانقة فرح الحياة الأبدية.

لِنُصَلِّ مع جَدَّي الربّ يسوع، يواكيم وحنّة في تذكارهما، كي يمنحنا الله عائلات تسير في دروبها على مثالهما، مؤكدةً أهمية الصلاة وعيش المحبة والتواضع والعمل الصالح.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته