يواكيم وحنّة وسرّ فرحهما الأزلي

القديسان يواكيم وحنّة القديسان يواكيم وحنّة | Provided by: Francesco Botticini (1446–1498)/Wikimedia Commons

يواكيم وحنّة... هما جدّا يسوع المسيح، ووالدا أمّ الإله الكلّية الطهارة، مريم العذراء. اسم يواكيم من جذور عبريّة، ويتفرّع من كلمتَيْن، هما «يهوه» وفعل «خيّم» الذي يعني نصب خيمته وأقام مسكنه. ويرمز اسم حنّة إلى الحنان والرأفة والنعمة، وهو في العبريّة «شانا»، ويقود بنا إلى تذكّر مشهد يسوع المسيح لمّا دخل إلى أورشليم، وراح الشعب اليهودي يهتف له قائلًا: «هوشنا!» أي خلّصنا وترأف بنا وتحنّن علينا. ترعرع يواكيم في الناصرة، مسقط رأسه، وهو من ذرّيّة داوود. أمّا القديسة حنّة فهي من بيت لحم، من سُبْط يهوذا. عاش القديسان حياتهما في الصلاة والصوم ومحبّة الله، يمارسان أعمال الرحمة وخدمة القريب، وهما ينتظران بفرح عظيم مجيء مخلّص العالم وملك الملوك.

لكن مع تقدّم الوقت، طعن حنّة ويواكيم في السنّ، من دون أن يرزقا بطفل يملأ حياتهما ويزرع البهجة فيها. عندئذٍ، أشار الناس إليهما بالعاقرَيْن الخاطئَيْن. إنّما يواكيم وحنّة، على الرغم من تلك المعاناة والنظرة التي كانت سائدة في ذلك العصر، لم يفقدا نعمة الرجاء، وبقيا على عهد الزواج. أحبّ يواكيم زوجته من كلّ قلبه، ولم يتخلَّ عنها أبدًا لأنّها عاقر، بل ظلّ بقربها، وتميّز باحترامه الشديد لها، وهو يؤكد أنّ فضائلها ووداعتها تفوّقتا على كلّ مصاب. وبعد مضي سنوات من التضرّع العميق، استجاب الله الرحيم لسؤالهما، وأنجبت حنّة مريم العذراء التي فاضت نعم الله في حياتها، منذ لحظة ولادتها.

سعى القديسان إلى تربية طفلتهما على عيش الصلاة والتسلّح بالفضائل السامية. تميّزت مريم بإصغائها إلى والدَيْها حتّى فاح حبّها على غرارهما ناشرًا عطر المحبّة لله والقريب. ولمّا بلغت مريم الثالثة من عمرها، قام يواكيم وحنّة بتقدمتها إلى الهيكل، متمّمَيْن بذلك عهدهما أمام الله، وهو تكريس طفلتهما لخدمته. ومن ثمّ، تابع القديسان رحلة حياتهما في التقوى والتأمّل. ولمّا أصبح يواكيم في سنّ الشيخوخة أي في الثمانين من عمره، وبعدما عرف الصلاح، رقد بعطر القداسة بين يدي حنّة وابنته مريم. ويُقال إن القديسة حنّة ظلّت على قيد الحياة حتى حظيت بنعمة مشاهدة الطفل يسوع ربّ الأكوان، وماتت بعدها بسلام.

لنصلِّ مع جدّي يسوع ووالديّ مريم البتول كي نتعلّم منهما أن نحيا نعمة الثقة المطلقة برحمة الله، وأن لا نخاف في لحظات الشدّة، بل لنرفع صلاتنا إلى الله القدير الذي سيستجيب نداء قلوبنا وصوت تضرّعاتنا، مهما طال زمن الآلام... ولك وحدك أيّها الإله الممجّد، يليق كلّ إكرام وتسبيح.  

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته