الإعلام المسيحي في العراق... جسر للتواصل والتعايش

كنيسة أرمينية خلف الأسلاك الشائكة في بغداد-العراق كنيسة أرمينية خلف الأسلاك الشائكة في بغداد-العراق | مصدر الصورة: Homo Cosmicos/Shutterstock

تواجه المؤسسات الإعلامية المسيحية في الشرق الأوسط تحديات عدة، منها المشترك ومنها المتفاوت بين بلد وآخر. وفي العراق الغارق في مصاعب كثيرة تجد الوسائل الإعلامية المسيحية نفسها أمام مصاعب خاصة.

لذلك، أجرت «آسي مينا» مقابلة مع الأب ألبير هشام، رئيس تحرير مجلتَي «نجم المشرق» و«بين النهرين»، التابعتَيْن لـ«دار نجم المشرق الثقافية للنشر والتوزيع» المملوكة من البطريركية الكلدانية، لمناقشة التحديات التي يواجهها الإعلام المسيحي في العراق ودوره في تعزيز التواصل والتعايش بين المسيحيين والمسلمين.

التحدي الأكبر 

التحدي الأكبر الذي يواجهه الإعلام المسيحي في العراق هو قلّة الوسائل الإعلامية المتاحة، ولا سيما تلك التابعة للكنائس. وهناك اهتمام قليل بالإعلام المسيحي من المجتمع العراقي ككل. يقول الأب هشام: «هنالك شعور دائمًا بأنه ليست هناك حاجة للإعلام المسيحي، وعدم قدرته على مواكبة الإعلام العام. ومع ذلك، فإنّ الإعلام المسيحي لا يزال مهمًّا ويعكس هوية المسيحيين في بلد مثل العراق». وأضاف هشام أنّ الإعلام المسيحي يحتاج إلى تدريب أكثر ونقل أحداث العراق ونشاطاته بشكل أكبر، حتى يُظهِر رجاء شعب هذه البلاد.

تعزيز التواصل والتعايش 

أردف هشام: «المشكلة الكبرى في العراق هي وجود عدد كبير من الأفراد الذين يجهلون الديانات الأخرى، بما في ذلك المسيحية. فيمكن للإعلام أن يؤدي دورًا كبيرًا في توضيح المفاهيم الأساسية للمسيحية بطريقة بسيطة وواضحة، والتركيز على قيم التعايش والتسامح». إذ يمكن لهذا الإعلام أن يوفّر محتوى توعويًّا يعكس تجارب الحياة والمعاناة التي يمر بها مسيحيو العراق. وبالتالي، يسهم في بناء جسور التواصل والتعايش بين المسلمين والمسيحيين.

نشر الرسالة المسيحية

برأي هشام، تُعَدّ وسائل الإعلام المختلفة، مثل التلفزيون والإذاعة والصحف ووسائل الإعلام الاجتماعية، أدوات قوية لنشر الرسالة المسيحية وتعزيز الوعي المسيحي في المجتمع العراقي. وأضاف: «من خلال هذه الوسائل، يمكن للإعلام المسيحي تقديم محتوى متنوع يلبي احتياجات الجمهور المسيحي والمجتمع بشكل عام». 

وتابع هشام عبر «آسي مينا»: «يمكن استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية للتواصل المباشر مع الجمهور، ونشر المحتوى المسيحي والتواصل مع الأفراد عبر المنصات الرقمية. كما يمكن للصحف المسيحية أن تؤدي دورًا مهمًّا في نشر الأخبار والتقارير المتعلقة بالمسيحيين وتسليط الضوء على قضاياهم وحقوقهم».

الأمن والاستقرار

من ناحية أخرى، تواجه وسائل الإعلام المسيحية في العراق تحديات أمنية متعلقة باستقرار البلاد. فقد يتعرض الصحافيون والعاملون في هذا المجال للتهديدات والاعتداءات بسبب نشرهم محتوى مسيحيًّا أو تناولهم قضايا مسيحية. وللتعامل مع هذه التحديات، يلجأ الإعلام المسيحي إلى إجراءات أمنية إضافية وتعاون مع الأجهزة الأمنية لضمان سلامة العاملين فيه واستمرارية المؤسسة. 

وقد يتطلب ذلك أيضًا تقديم تقارير وشهادات عن الأحداث والانتهاكات التي تستهدف المسيحيين. لذا يجب أن تمتلك وسائل الإعلام المسيحية خطة للتعامل مع مثل هذه الحوادث وضمان استمراريتها في ظل التحديات الأمنية.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته