كيف ننقل البشرى المسيحيّة من خلال الليتورجيا؟

كهنة في مسيرة الخروج بعد الذبيحة الإلهية في قرية تروبين-سلوفاكيا كهنة في مسيرة الخروج بعد الذبيحة الإلهية في قرية تروبين-سلوفاكيا | Provided by: kovop/Shutterstock

تُعَدّ الليتورجيا جزءًا لا يتجزأ من ممارسة الإيمان المسيحي، وتؤدّي دورًا مهمًّا في العبادة والصلاة الجماعية. وهي أحد السُّبُل السديدة لإعلان بشرى الخلاص وتجسيد رسالة الله للبشر، ومشاركتها. 

ولتسليط الضوء على دور الليتورجيا في نشر البشرى المسيحية بفعالية وفهم مسؤولية المؤمنين في ذلك والجهود الممكن بذلها لتعزيز إمكانياتها الكرازية، حاورت «آسي مينا» كاهنًا في إيبارشية أربيل الكلدانية، الأب ميلان ككوني الذي يتابع دراسات عليا في الأنجلة الجديدة ورعوية الشباب بالجامعة الفرنسيسكانية في ولاية أوهايو الأميركية. بيّن ككوني أنّ التعليم على الليتورجيا يهدف إلى تعميق فهم المؤمنين لعناصر الرتب الدينية ورموزها وبنيتها. كما يسعى إلى تقدير ثراء التجربة الليتورجية ليصبحوا مجهّزين بشكل أفضل لمشاركة جمال هذه التجربة وأهميتها مع الآخرين. 

فرصة للتأمّل في كلمة الحياة

أوضح ككوني أنّ الليتورجيا توفّر فرصًا كبيرة لاختبار كلمة الله والتأمّل فيها عبر الإصغاء إلى قراءات الكتاب المقدس والموعظة والصلوات. فهذه المشاركة النشطة «تعمّق فهمنا لرسالة الله عن المحبة والفداء عبر استيعاب الأخبار السارة والسماح لها بتغيير حياتنا وحياة الآخرين». 

وشدد على أهمية المشاركة الفعالة في الليتورجيا عبر إعلان المشاركين إيمانهم بالتفاعل مع الصلوات الجماعية وترديد ترانيم التسبيح. فيُخلق جو عبادةٍ ملؤه الفرح يشجِّع الآخرين على الانضمام إلى لقاء محبة الله. وأردف: «المشاركة النشطة لا تفيد نمونا الروحي فحسب، بل تعمل أيضًا كدعوة إلى الآخرين للمشاركة في الليتورجيا واختبار القوة التحويلية للأخبار السارة».

الذبيحة الإلهية مصدر تجديد

أكد ككوني أنّ عيش الذبيحة الإلهية لا يقتصر على الوقت الذي يقضيه المؤمن في الكنيسة، بل هي مصدر للتجديد والتمكين اللذَين يجب أن يتخلّلا حياتنا اليومية. واستطرد: «فمن خلال تجسيد ما نتعلّمه من القيم والأفكار عبر الليتورجيا في أعمالنا اليومية، نصبح شهودًا أحياء حاملين بشرى الخلاص وعاكسين في كلماتنا وأفعالنا المحبة والرحمة والعدالة التي أعلنها يسوع في خلال خدمته على الأرض، ونجذب الآخرين ليتعرفوا إلى هذه الرسالة الخلاصية».

معنى كلمة ليتورجيا

يساعدنا الأصل اليوناني لكلمة «ليتورجيا»، المشتقة من كلمتَي «ليتون» أي العامة و«إرغون» أي الخدمة، في فهم معناها، باعتبارها العبادة العامّة التي تُمارَس باسم الكنيسة الكاثوليكية.

وخلص ككوني إلى اعتبار الليتورجيا لقاءً تحويليًّا ومحاولة للاقتراب من الكمال السماوي وعيش سرّ الإيمان، لا في العبادة فحسب بل في حياتنا اليومية. وبذلك، نكون شهودًا لقوة نعمة الله الخلاصية عبر الإصغاء والتأمّل في كلمة الله وعيش قيم الليتورجيا الروحية، وعبر تجسيدها في حياتنا. فنتشارك رسالة المحبة والفداء مع الآخرين، ونعرِّف بمحبة الله التحويلية، وندعو الآخرين إلى مشاركتنا الفرح والحرية الكامنَين في البشرى المسيحية.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته