«يسوع الملك» يضيء سماء لبنان

بقلم: فريق عمل آسي مينا

ذوق مصبح, الأربعاء 23 أغسطس، 2023

أكد بطريرك الكنيسة المارونية الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ الطوباوي يعقوب الكبوشي رفع تمثال المسيح الملك على تلة وادي نهر الكلب اللبناني في ذوق مصبح، حيث نقش الملوك والأباطرة والفاتحون من مختلف العصور ذكرى مرورهم على صخور الوادي وصارت النقوش علامة اندثارهم، للتشديد على أنّ المسيح الملك حي إلى الأبد.

جاء كلام الراعي في حفل تدشين كنيسة يسوع الملك في ذوق مصبح وإنارة تمثالها وواجهتها الأمامية، بعد سنوات من العمل على ترميمها. وقد حضر الذبيحة الإلهية قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون وشخصيات سياسية واجتماعية.  

شرح الراعي في عظته أنّ كلمات يسوع في الإنجيل «كنت مريضًا فزرتموني» (متى 25: 36) أثرت في الطوباوي يعقوب الكبوشي، باني كنيسة يسوع الملك، مذ كان كاهنًا شابًّا في رهبانية الإخوة الأصاغر الكبوشيين. فانفتح قلبه على المرضى والمتألمين بمختلف الأمراض والإعاقات والاحتياجات الخاصة. لذلك، أسّس دير الصليب على تلة جل الديب ومؤسسة مماثلة لها في دير القمر، ومياتم ومستشفيات ومدارس ودورًا للمسنين والمسنات. كما أَولى الكهنة المرضى والمسنين عناية خاصة فأسّس دار المسيح الملك لاستقبال هؤلاء الكهنة وحفظ كرامتهم، وأسّس جمعية راهبات الصليب. 

وعبّر الراعي عن سعادته بتكريس مذبح كنيسة يسوع الملك. وفسّر أنّ الطوباوي يعقوب الكبوشي بعدما تشبّع من كلمة الإنجيل وتعليمها، أتته الدعوة إلى الانطلاق في البعد الاجتماعي الذي من دونه يتشوّه المعنى الأصيل والشامل لرسالة إعلان الإنجيل. فأنشأ مؤسساته الاجتماعية المتنوعة.

ولفت الراعي إلى أنّ حاجات المحبة الاجتماعية لا تقتصر على الشأنَين الجسدي والمادي، بل تشمل أيضًا المستويات الروحية والثقافية والمعنوية والأخلاقية. وسلّط الضوء على الحاجة إلى الروحانية والعدالة والعاطفة الإنسانية والمعرفة والصيت الحسن والكرامة وغيرها.

وحيّا البطريرك كلّ المؤسسات الخيرية والتربوية والاستشفائية والإنمائية العاملة من أجل إنماء الشخص البشري إنماءً شاملًا، وأصحاب المبادرات الخاصة، والمحسنين الذين يسندون هذه المؤسسات. وتأسّف لإهمال السلطات المدنية هذه المؤسسات، وحجب المستحقات المالية عنها فيما يبددون أموال الخزينة بالسرقة والنهب والتهريب والتبذير.

وندّد الراعي بتعطيل المسؤولين انتخاب رئيس جمهورية للبنان، وطالبهم بوضع حد للمهزلة التي تشوّه وجه لبنان الديموقراطي البرلماني الحضاري. وختم الراعي عظته رافعًا الدعاء للمسيح الملك كي لا يدع لبنان فريسة الطامعين والأشرار ويمس ضمائر معطلي انتخاب رئيس للدولة.