ما رموز شعار البطريركية الكلدانية؟

شعار البطريركية الكلدانية شعار البطريركية الكلدانية | Provided by: chaldeanpatriarchate.com

لطالما شكّل الكلدان أحد الأركان المهمّة في البنية الحضارية لبلاد ما بين النهرين ومكوِّنًا رئيسًا في فسيفسائها البشرية لقرون سبقت ميلاد المسيح. واليوم يستقي شعار البطريركية الكلدانية رموزه من هذا التاريخ العريق.

ذكر البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو في التوطئة التي يقدّم بها شرحه لرموز شعار البطريركية، تأسيس الكلدان عام 627 ق.م. مملكةً عظيمة عاصمتها بابل. فقد اشتهر هؤلاء ببنائهم الجنائن المعلقة وبوابة عشتار والزقورة فضلًا عن معرفتهم الكبيرة في العلوم، ولا سيما الفلك ومراقبة حركة النجوم. 

ومن هنا، أوضح ساكو أنّ النجم والمجوس الذين يزورون يوسف ومريم والطفل يسوع في شعار البطريركية ترتكز معانيهم على ما ورد في رواية متّى الإنجيلي حول الزوار القادمين من المشرق. فيقول الإنجيل: «ولمَّا ولد يسوع في بيت لحم اليهودية، في أيام الملك هيرودس، إذا مجوس قدموا أورشليم من المشرق وقالوا: أين ملك اليهود الذي ولد؟ فقد رأينا نجمه في المشرق، فجئنا لنسجد له» (متّى 2: 1-2).

وبيّن ساكو أنّ المشرق الذي يأتي منه هؤلاء المجوس الوثنيون هو بلاد ما بين النهرين. فهم كانوا منجِّمين يرصدون حركة الكواكب. ولمّا «رأوا "نجمًا" غير مألوف، تبعوا سيره لمسافة طويلة من بلاد المشرق، لربما من بابل إلى أورشليم»، على حدّ تعبيره. واستند ساكو إلى نص متّى الإنجيلي في قوله أيضًا: «وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى بلغ المكان الذي فيه الطفل فوقف فوقه» (متّى 2: 9). 

واستطرد أنّ هؤلاء «المجوس تعرّفوا على المسيح بواسطة النجم، وسجدوا له وقدّموا قرابينهم وعادوا فرحين إلى بلادهم». واعتبر أنّ ورود ذكرهم في إنجيل متّى المكتوب قرابة العام 80 جاء للإشارة إلى «وجود، أناس من غير اليهود، آمنوا بالمسيح منذ القرن الأول الميلادي».

وفصّل ساكو شارحًا أنّ الشعار يحمِّل بنات الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وأبناءها، رسالة دائمة «ليكونوا "نجمًا" يقود الناس إلى يسوع، كما فعل آباؤهم في الإيمان والذين حملوا الإنجيل إلى بلاد فارس وأفغانستان والهند والفليبين والصين وبلدان الخليج».

وخلص إلى تأكيد أنّ «أبناء كنيسة المشرق مدعوون، اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى الوحدة وأن نسعى لاستعادة لُحْمَتِنا الكنسية والقومية، وإلا فقدنا حيوية رسالتنا الإنجيلية وحضورنا القومي وحقوقنا».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته