ماذا أراد الربّ يسوع أن يُظهِر لتلاميذه من خلال حدث التجلّي؟

فسيفساء أيقونة تجلّي الربّ يسوع على الجبل في كاتدرائية التجلّي ببلدة فيبورغ الروسية فسيفساء أيقونة تجلّي الربّ يسوع على الجبل في كاتدرائية التجلّي ببلدة فيبورغ الروسية | Provided by: Anna Krivitskaya/Shutterstock

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار تجلّي الربّ يسوع في 6 أغسطس/آب من كلّ عام. ففي هذا الحدث المجيد، كشف المسيح لتلاميذه عن عمقه وطبيعته وعن حقيقته بالكامل.

يُعَدّ تجلّي يسوع المسيح حدثًا مركزيًّا في حياته ورسالته الخلاصية. فهو أظهر من خلاله جانبًا مهمًّا من مجده الأبدي لتلاميذه قبل أن يتجلّى بكلِّيَته في حدث قيامته المجيدة من بين الأموات. وقد وردت رواية تجلّي الربّ يسوع على الجبل، بصورة مشابهة، في الأناجيل الإزائية الثلاثة: متى 17: 1-9، ومرقس 9: 2-9، ولوقا 9: 28-36.

مضى الربّ يسوع وأخذ معه ثلاثة من تلاميذه، وهم: بطرس ويعقوب ويوحنا. وصعد بهم إلى جبل عالٍ، بعيدًا من ضجيج العالم. وبينما كان المسيح يُصلّي، تغيّرت هيئته وأصبح وجهه ساطعًا كنور الشمس، وأصبحت ثيابه براقة وبيضاء كالثلج. ثمّ ظهر له موسى وإيليا، وشرعا يتكلّمان معه على خروجه المُزمع أن يتمّ. حينئذٍ، اقترح بطرس على الربّ يسوع نصب ثلاث خِيَم: واحدة له وواحدة لموسى وواحدة لإيليا. ولكنّ الغمام ظلّلهم في تلك اللحظات، وسُمِعَ صوت من السماء يقول: «هذا هو ابني الحبيب، فله اسمعوا». فوقع التلاميذ على وجوههم من شدة الخوف، لكنّ الربّ يسوع لمسهم مُطَمئِنًا إياهم. وفي طريق عودتهم من الجبل، طلب المسيح إليهم عدم إخبار أيّ أحد بما رأوه، حتى قيامته من بين الأموات.

لم ينسَ التلاميذ ما حصل يوم التجلّي المجيد، فقد شَهِدَ له القديس بطرس بقوله: «قد أطلعناكم على قدرة ربّنا يسوع المسيح وعلى مجيئه، لا اتباعًا منّا لخرافات سوفسطائية، بل لأننا عاينّا جلاله. فقد نال من الله الآب إكرامًا ومجدًا، إذ جاءه من المجد -جلّ جلاله- صوت يقول: "هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت". وذاك الصوت قد سمعناه آتيًا من السماء، إذ كنّا معه على الجبل المقدّس» (رسالة بطرس الثانية 1: 16-18). وهكذا حمل مبصرو تجلّي الربّ الشهادة بكلّ أمانة إلى التلاميذ الآخرين وإلى جميع الأجيال عبر العصور.

أيُّها المسيح، بحدث تجلّيك المجيد كشفت عن عمقك وطبيعتك وعن حقيقتك بالكامل، فعلِّمنا كيف نرجع إلى عمقنا الذي هو أنت، حتى نتجلّى ويتجلّى العالم أجمع من حولنا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته