تعرّف على الدير السرياني الكاثوليكي الأعرق في لبنان

يونان يحتفل بإعادة فتح أبواب دير الشبانية في يونيو/حزيران الماضي يونان يحتفل بإعادة فتح أبواب دير الشبانيّة في يونيو/حزيران الماضي | Provided by: Mouvement St. Charbel-Beyrouth
يونان يحتفل بإعادة فتح أبواب دير الشبانية في يونيو/حزيران الماضي يونان يحتفل بإعادة فتح أبواب دير الشبانيّة في يونيو/حزيران الماضي | Provided by: Syriac Catholic Patriarchate
يونان يحتفل بإعادة فتح أبواب دير الشبانية في يونيو/حزيران الماضي يونان يحتفل بإعادة فتح أبواب دير الشبانيّة في يونيو/حزيران الماضي | Provided by: Mouvement St. Charbel-Beyrouth

على رابيةٍ في قرية الشبانيّة بمنطقة المتن في لبنان، ووسط غابات الصنوبر والكروم والعنب والتين، يقع دير مار أفرام الرغم، معقل الرهبان الأقدم لطائفة السريان الكاثوليك في بلاد الأرز. فما هي أهمّ المحطات التي مرّ فيها هذا الصرح التاريخي منذ نشأته حتى يومنا الحالي؟

في 14 أغسطس/آب 1701، ليلة عيد انتقال العذراء إلى السماء، قبضت الدولة العثمانيّة في حلب على بطريرك السريان الكاثوليك بطرس السادس شاهبادين ومطران المدينة رزق الله أمين خان مع عدد من الكهنة والرهبان والعلمانيين من أبناء الكنيسة. فقاسى هؤلاء أشد أنواع العذابات من جلد وتجويع عبر سوقهم إلى قلعة أضنة وسجنهم فيها. وانتهى الأمر باستشهاد البطريرك والمطران.

وبعد وساطة فرنسيّة، أُخْلِيَ سبيل المسجونين الباقين في أواخر العام 1704 وعادوا إلى حلب. لكن نيران الاضطهاد لم تخمد، فسعى السريان للانتقال إلى جبل لبنان. هناك، قابلوا البطريرك الماروني يعقوب عواد الذي نصحهم بالذهاب إلى قرية الشبانيّة. وعلى الرغم من مواجهتهم بعض الصعوبات في الحصول على أرض لبناء دير عليها في القرية، عادت أمنيتهم وتحقّقت.

سُمِّيَ الدير بـ«الرغم» لأنه يقع قرب عين ماء تُدعى الرغم. وفي العام 1730، شيّد الرهبان كنيسةً فيه. وقد أمسى من أرقى أديار لبنان، فارتاده أولاد القرية وأبناء الأمراء المحلّيين، وتلقّوا فيه المبادئ الدينيّة وتعلّموا اللغات العربيّة والسريانيّة والإيطاليّة واللاتينيّة وباقي العلوم السائدة حينها. 

وكانت مكتبة الدير من أغنى مكتبات لبنان. ففي العام 1817، بلغ عدد المخطوطات فيها قرابة 500. أما المطبوعة منها، فكانت كثيرة، وزاد عددها بعدما وضع البطريرك بطرس السابع جروة وديعة نقديّة في أحد مصارف روما خُصِّصَت فائدتها السنويّة لطباعة الكتب. وعمل جروة أيضًا على شراء مطبعة من لندن وأهداها إلى الدير.

ومع الفتن والحروب التي شهدتها الأعوام 1840 و1841 و1860 في جبل لبنان، سُرِقَ الدير وتعرّض مع غالبيّة كتبه الثمينة للحرق. وقُتِلَ بعضٌ من كهنته ورهبانه. وفي العام 1876، جعل البطريرك جرجس الخامس شلحت الدير مقرًّا للرهبانيّة الأفراميّة التي أسّسها هو ووضع قوانينها. يومها، لم يكن الدير قد دُمِّرَ كلّيًا، لكنه نقل المقرّ لاحقًا إلى دير في ماردين بعد عدوله عن ترميم دير الشبانيّة. 

الجدير بالذكر أن فتح أبواب دير الشبانيّة أُعيدَ في يونيو/حزيران الماضي عقب ترميمه بعد 160 عامًا من الخراب والإهمال. وترأس احتفال الافتتاح البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته