لماذا استراح اليهود السبت وقدّس المسيحيّون الأحد؟

مسيرة الدخول في خلال قداس بكنيسة القديس فيرنزي بمدينة فلورنسا-إيطاليا مسيرة الدخول في خلال قداس أُقيمَ في كنيسة القديس فيرنزي بمدينة فلورنسا-إيطاليا | Provided by: Francesco Cantone/Shutterstock

في الديانة اليهوديّة، عُدَّ السبت آخر أيّام الأسبوع وخُصِّصَ لعبادة الربّ والراحة. أمّا المسيحيّون، فاتّخذوا يوم الأحد انطلاقةً للأسبوع ويومًا للربّ. فلمَ هذا الاختلاف؟

لتوضيح المسألة، التقت «آسي مينا» الأب بيدروس مرعشليان من جمعيّة كهنة دير سيّدة بزمار الأرمينيّة الكاثوليكيّة، الحاصل على شهادة في الفلسفة واللاهوت من الجامعة الحبريّة الغريغوريّة في روما والذي يخدم حاليًّا في إيطاليا. 

الأب بيدروس مرعشليان. Provided by: Fr Bedros Marashlian Haddad
الأب بيدروس مرعشليان. Provided by: Fr Bedros Marashlian Haddad

شرح مرعشليان سبب تقديس اليهود للسبت، قائلًا: «استراح الربّ في هذا اليوم بعد خلقه العالم (كما يكتب سفر التكوين). لذلك، اختاره اليهود يومًا للراحة من أعمال الأسبوع المتعبة ولعبادة الله التي تمنحهم الراحة الجسديّة والنفسيّة والروحيّة». 

ولفت مرعشليان إلى مخالفة يسوع لليهود الذين كانوا عبيدًا لقوانين السبت وليس لربّ السبت، إذ نرى في الأناجيل أعمال رحمة كثيرة للمسيح يوم السبت. فهو ضرب التفسيرات المغلوطة للشريعة وركّز على ربّ الشريعة، أبيه السماوي.

وأضاف: «أصبح الأحد مُقدَّسًا لنا كمسيحيين لأن الربّ قام من بين الأموات في ذلك اليوم. وعلينا جميعًا كمسيحيين أن نبدأ الأسبوع مع الربّ ليكون مباركًا ومثمرًا ومقدّسًا. وهذا أمرٌ ضروري».

وحول وجوب تقديس الأحد، أشار مرعشليان إلى دوافع عدّة أهمّها حاجة الإنسان إلى الراحة الجسديّة والفكريّة ليستطيع مواصلة عمله. فاهتمام الإنسان بجسده وصحّته والاسترخاء من ضغوط العمل يؤكدان أنّ الإنسان يحترم حياته وجسده الذي أُعطي له.

وختم مرعشليان عبر «آسي مينا» حديثه، مؤكدًا ضرورة تخصيص يوم الأحد للعبادة والذهاب إلى الكنيسة للمشاركة في الصلاة. فذلك يمنح المؤمن دافعًا أكبر ليبدأ أسبوعه مع الربّ. وبعد اتحاد الإنسان بجسد المسيح ودمه وتحصّنه بنعمة الروح القدس، ينجز أعماله بشكل صحيح.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته