قديس استشهد مردّدًا: «أنا مسيحي»

القديس نهرا القديس نهرا | Provided by: Paroisse St. Nohra-Furn el Chebbeck

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس الشهيد نهرا في 22 يوليو/تمّوز من كل عام. هو من تحصّن بالعلوم والتقوى، وتميّز بغيرته على كنيسة المسيح ودفاعه عنها حتى الاستشهاد. 

وُلِدَ نهرا في أنطاكية في القرن الثالث. اسمه سرياني ومعناه النور. نشأ في أسرة مسيحيّة فاضلة حصّنته منذ طفولته بالتقوى والثقافة والعلم. خسر والديه لمّا كان في الثانية عشرة من عمره، فتاقت نفسه لترك مجد العالم ودخول الحياة الإكليريكيّة. باع كل ما يملك ووزّعه على الفقراء، عملًا بوصيّة الربّ يسوع (متى 19: 21). لجأ إلى القديس مكاريوس، وانكبّ على دراسة الكتب المقدّسة. عاش حياة نسكيّة صارمة، وكان يصلّي ويلازم الصمت ولا يفتح فاه إلا لشرح الأسفار المقدّسة. 

رُسِمَ كاهنًا في أنطاكية، فعمل على تثقيف الناشئة وفتح لها مدرسة، وكان ناشطًا في الأعمال الخيريّة والتعاليم الروحيّة. تميّز بغيرته على بيت الله حتى وُشِيَ به إلى الملك مكسيميان الذي أمر بالقبض عليه. حينئذٍ، توجّه نهرا إلى البرّية، وراح يرشد الناس إلى درب الخلاص. ألقى جنود الحاكم القبض عليه وعذّبوه، فتكسّرت مفاصله وتخلّعت رجلاه ووضعوه بهذه الحالة في السجن. 

طلب من تلاميذه في ليلة عيد الغطاس خبزًا وخمرًا ووضعهما على صدره، قائلًا: «صدر الكاهن هو مذبح الربّ!». ثمّ احتفل بالذبيحة الإلهيّة وناولهم جسد المسيح ودمه، ولم يكتشف الحرّاس أمرهم. بعدها، أرسل الحاكم وزيره ليرى إذا كان نهرا ما زال حيًّا. حين دخل عليه، صرخ نهرا: «أنا مسيحي». فدُهِشَ من شجاعته وصبره، وسأله: «من أين أنتَ؟ وما مهنتك؟ ومن أهلك؟». فأجابه مجدّدًا: «أنا مسيحي». ثمّ رقد بعطر القداسة في 7 يناير/كانون الثاني 312. 

لنُصَلِّ مع القديس نهرا، شفيع البصر، كي ينير المسيح أعماقنا بضياء كلمته، فنشهد لها من دون خوف حتى الرمق الأخير.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته