كاردينال ألماني يطلب الغفران عن مجزرة وقعت في الحرب العالمية الثانية

الكاردينال راينهارد ماركس يلتقي وفدًا من قرية فيليتو دي كاماردا الإيطالية في مقرّ إقامته بميونيخ الكاردينال راينهارد ماركس يلتقي وفدًا من قرية فيليتو دي كاماردا الإيطالية في مقرّ إقامته بميونيخ | Provided by: Robert Kiderle/EOM
الكاردينال راينهارد ماركس يلتقي وفدًا من قرية فيليتو دي كاماردا الإيطالية في مقرّ إقامته بميونيخ الكاردينال راينهارد ماركس يلتقي وفدًا من قرية فيليتو دي كاماردا الإيطالية في مقرّ إقامته بميونيخ | Provided by: Robert Kiderle/EOM

طلب الكاردينال الألماني راينهارد ماركس المغفرة عن مجزرة ارتكبها الألمان في خلال الحرب العالمية الثانية بحقّ سكان قرية فيليتو دي كاماردا الإيطالية، لكون الضابط الذي نفّذها قد أصبح لاحقًا أسقفًا في ميونيخ.

كان الألماني ماتياس ديفريجر نقيبًا في الفرقة الصيادة رقم 114 من الجيش النازي. قاد ديفريجر في الحرب العالميّة الثانية فصلًا تاريخيًّا مظلمًا إذ قتلت وحدته 17 رجلًا بريئًا وأشعلت قرية فيليتو دي كاماردا الإيطالية في صيف 1944. لكنّه انتسب بعد الحرب إلى الإكليروس وعُيِّنَ أسقفًا مساعدًا لأبرشية ميونيخ وفريزينج عام 1968.

مجزرة تخلّف ضحايا

كانت الحرب تشارف نهايتها في إيطاليا إذ كان الجيش الألماني ينسحب من البلاد. وكان الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة قد دخلوا روما. لكن العنف لم يكن قد توقف بعد في مجتمع فيليتو دي كاماردا الصغير. فإثر هجوم من مسلحين إيطاليين، أمر الجنرال الأعلى هانز بويلسن بعمل انتقامي وحشي نفّذه ديفريجر، على الرغم من حيرته في بادئ الأمر.

فقد أعدم 17 رجلًا بريئًا على الأقل، تراوحت أعمارهم بين 20 و65 سنة، وحرق القرية.

قضية تتصدر عناوين الصحف

بعد نهاية الحرب، سعى ديفريجر إلى العزلة في الكهنوت، فدرس في كلية اليسوعيين في النمسا، وأصبح كاهنًا عام 1949 في بلدته الأصلية ميونيخ.

وبسبب كاريزما ديفريجر ومهارته أُعطي رتبة الأسقفية ووصل لتولّي مهام مطران مساعد في خلال حبريّة البابا بولس السادس. لكن ظلال ماضيه لم تختفِ... فقد تصدّرت قضيته عناوين الصحف في الستينيات، وكُتِبَ يومها أن الكاردينال يوليوس دوبفنر كان على علم بجرائم ديفريجر عندما رسمه. لكن لوحِظَ يومها أن مجمع الأساقفة الفاتيكاني، المولج مساعدة البابا في تعيين الأساقفة اللاتين حول العالم، لم يكن يعلم هذه التفاصيل من حياة الضابط السابق.

وأفادت وسائل إعلام أخرى يومها أيضًا بأن الأسقف طلب في العام 1969 المغفرة من أهالي فيليتو. وعلى الرغم من التحقيقات القانونية الطويلة، لم يُدَن ديفريجر يومًا.

شجاعة في مواجهة الماضي

والتقى أخيرًا الأسقف الحالي لميونيخ الكاردينال ماركس، خليفة ديفريجر، أحفاد الضحايا. وتأتي زيارة هؤلاء الأحفاد إلى ألمانيا بعد سفر وفد من بلدة بوكينغ الألمانيّة، حيث تقاعد ديفريجر حتى وفاته عام 1995، العام الماضي إلى فيليتو.

شكر ماركس في خلال اللقاء الأهالي على جرأتهم في مواجهة الماضي، ورفضهم التخلّي عمّا حصل فيه. وأكد أمام الحاضرين أهمية عدم نسيان هذه القضيّة. وشرح أن «قمع الماضي» لا يصلح لبناء مستقبل جيّد. وشدّد على أهمية التصرّف بشكل أخلاقي، حتى في خلال الحرب، والشجاعة في مواجهة الماضي، وهو ما لم يحدث في حالة ديفريجر، على حدّ قوله. واعتذر عن فشل الأبرشية في مواجهة الحقيقة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته