لبنان: «كروسينغ توغذر» تساعد المحتاجين في زمن المحن

فريق مبادرة «كروسينغ توغذر» الطبّي فريق مبادرة «كروسينغ توغذر» الطبّي | Provided by: William Abela-Crossing Together

يعيش لبنان منذ سنوات تخبّطات على المستويَيْن السياسي والاقتصادي، انعكست على الوضع المعيشي للمواطنين. من هنا، أطلقت الكنيسة اللاتينيّة، من خلال راعيها المطران سيزار إسّايان وويليام أبيلا، مبادرة «كروسينغ توغذر» أي العبور معًا، بهدف تلبية الاحتياجات بمختلف أشكالها.

في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، شرح أبيلا أن «المطران إسّايان صبّ اهتمامه على الشأن الاجتماعي فور تعيينه نائبًا رسوليًّا، وخصوصًا بعد أزمة العام 2019»، مضيفًا: «كنت أسعى من المهجر (فرنسا) لتلبية ما تحتاجه الكنيسة حتى وقع انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب 2020، فقرّرت عندها المجيء إلى لبنان».

وأردف: «تمثّلت غايتي الأولى بمساعدة الجرحى في المستشفيات، والاتفاق مع مقاولين لإعادة إعمار المنازل المهدّمة. ونسّقت ذلك عبر جلوسي على كرسي بلاستيكي أمام طاولة تحت إحدى أشجار رصيف الرميل ببيروت».

وأضاف: «دفعتنا كثرة الحاجات، أنا والمطران، إلى استئجار أحد المحال التجاريّة ليكون بمثابة مقرّ لمبادرة قرّرنا تأسيسها، تحمل اسم "كروسينغ توغذر"». وتابع: «تحوّل المكان إلى مركز يجتمع الناس فيه، يتحدّثون بينما يشربون فنجان قهوة، وفي الوقت نفسه نستمع إلى احتياجاتهم».

المطران سيزار إسيان وويليام أبيلا. Provided by: William Abela-Crossing Together
المطران سيزار إسيان وويليام أبيلا. Provided by: William Abela-Crossing Together

عن أنواع المساعدات المقدّمة وتمويلها، أوضح أبيلا: «نساهم في إيجارات المنازل وتغطية أقساط المدارس والجامعات. كما نقدّم حصصًا غذائيّة ووجبات ساخنة ومواد تنظيف. ومن الناحية الطبّية، نهتمّ من خلال جلسات إرشاد، بالصحّة النفسيّة للبالغين والأطفال. ونساعد في دفع فواتير العمليّات الجراحيّة وثمن المراجعات الطبّية في العيادات، ونؤمّن الأدوية مجّانًا لعدد كبير من الأشخاص».

وتابع: «بدأ التمويل من أخي ومنّي، ثمّ من الأصدقاء، وهكذا دواليك. وقد ذهبت مرّتين إلى سويسرا للقيام بحملة جمع تبرّعات. كذلك، دعمتنا المنظمات الدوليّة الخيريّة، منها مؤسسة يوحنا بولس الثاني التي قدّمت لنا سيارة إسعاف مجهّزة بما يلزم لإعانة فريقنا الطبّي في حملاته الشهريّة الدوريّة في 6 مناطق لبنانيّة: صور وزحلة وبدارو وسن الفيل والكارنتينا وبعبدات».

وتطرّق أبيلا إلى التكريم الذي حظي به من البابا فرنسيس الشهر الماضي إذ قُلّد وسام القديس غريغوريوس الكبير بواسطة السفير الباباوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا، قائلاً: «إنه تكريم لكل الفريق الذي قدّم وقتًا وخبرات حتى تمكّنا من الوصول إلى ما نحن عليه اليوم، فيدٌ واحدة لا يمكنها التصفيق. ومهما فعلنا، نحن مقصّرون أمام حجم ألم الناس ومعاناتهم. لذلك، تحوّلت الأسابيع الثلاثة التي قرّرت تمضيتها في لبنان إثر انفجار بيروت إلى ثلاث سنوات».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته