لماذا يقبّل المؤمنون خاتم البابا؟

خاتم البابا خاتم البابا | Provided by: dailymaverick

كانت عادة تقبيل خاتم البابا أو الأسقف بادرة احترام في الكنيسة لفترة طويلة، وفق ما أكد الأب روبرتو ريجولي، أستاذ التاريخ الكنسي المعاصر في الجامعة الباباويّة الغريغوريّة.

ورجّح ريجولي أن تكون هذه العادة قد بدأت في أواخر العصور الوسطى، موضحًا أن تقبيل خاتم البابا «يعبّر عن الإخلاص ليس لشخص البابا فحسب، بل لمن يمثّله: "خليفة صيّاد الجليل" ويدلّ على الوفاء والحبّ للكنيسة».

وقال ريجولي إن عادة تقبيل خاتم البابا الذي تُطلَق عليه أيضًا تسمية «خاتم الصيّاد» ذُكِرَت في القرن الخامس عشر في نصّ متعلّق بالاحتفالات الباباويّة في حين أنها بدأت قبل ذلك بكثير.

من المعتاد تقبيل خاتم الأسقف -احترامًا له وتقديرًا لكونه خليفة الرسل- ويد الكاهن التي مُسِحَت بالميرون لتقديس جسد المسيح.

خاتم الصيّاد وخليفة بطرس

خاتم الصيّاد هو أحد الخواتم التي يرتديها البابا عادةً، وقد أخذ اسمه من صورة للقديس بطرس يصطاد السمك. وأصبحت هذه الصورة التصميم المُعتمَد نحو منتصف القرن الخامس عشر.

سُجِّلَ الاستخدام الأوّل لخاتم الصيّاد مع البابا كليمنت الرابع بين عامي 1265 و1266. وقد استُخدِم ختمًا في الرسائل الخاصّة، بدلًا من الختم الرسمي المستخدم في الوثائق الباباويّة الرسميّة.

في العام 1842، استُبدِل الختم المُعتمَد بطابع، لكن البابا لا يزال يتلقّى خاتمًا فريدًا في بداية حبريّته، ثمّ يُتلَف بعيد وفاته.

في أوائل القرن العشرين، ربط البابا القديس بيوس العاشر الغفران الجزئي بتقبيل خاتم الصيّاد.

وبدأت العادة تتغيّر مع البابا القديس بولس السادس في العقود الأخيرة من القرن العشرين، عندما ألغى أشكالًا عدّة من إظهار الطاعة والخضوع للسلطة الباباويّة، مثل تقبيل قدم البابا وكتفه وخدّه، وفق ما أوضح ريجولي.

إلى ذلك، قال الأب يوهانس غروهي، أستاذ تاريخ الكنيسة في الجامعة الحبريّة للصليب المقدّس، عبر «وكالة الأنباء الكاثوليكيّة» إن إلقاء التحيّة على أسقف بتقبيل خاتمه هو علامة على كرامته الأسقفيّة ولا يزال «واسع الانتشار».

في الماضي، «كانت هذه الإيماءة مصحوبة بانحناء الرأس أو ثني الركبة»، على حدّ قول غروهي.

وتابع: «يبدو أن البابا فرنسيس ضدّها. أحيانًا يسمح بها، وأحيانًا أخرى يرفضها».

وقال: «مع البابا فرنسيس، هناك حساسيّة إضافيّة مختلفة عن أسلافه. لذلك، نميل إلى تبسيط الاحتفاليّة من خلال حذف تحيّة الركوع».

ووفقًا لغروهي، «يخالف البابا فرنسيس التقاليد، علمًا بأن بعض العادات في الاحتفالات واللقاءات الباباويّة يعود إلى فترات زمنيّة أخرى».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته