ابنة ملك احتقرت المجد العالمي وكرّست حياتها للربّ

القديسة إيلاريا ابنة الملك زينون القديسة إيلاريا ابنة الملك زينون | Provided by: Catherine Kaminsky/Pinterest

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديسة البارة إيلاريا في تواريخَ مختلفة، منها 4 يونيو/حزيران من كل عام. هي ابنة الملك زينون التي تخلّت عن أمجاد العالم وعاشت ناسكة في البرّية، مكرّسة بتوليّتها للمسيح.

أبصرت إيلاريا النور في القسطنطينيّة في القرن الخامس. ترعرعت منذ طفولتها على الإيمان المسيحي الحقّ، وشعرت بميلها العميق إلى ترك مجد العالم واعتناق الحياة الرهبانيّة. لكنّها لم ترغب في الذهاب إلى أحد الأديار المجاورة للقسطنطينيّة لعلمها بأنّ الجميع هناك سيكتشفون هويّتها أي أنّها ابنة الملك، فلن تُقْبَلَ في الدير. عندئذٍ، بدأت تصلّي للربّ كي يدبّر أمورها ويساعدها في تحقيق غايتها بتكريس بتوليّتها له. ثمّ تنكّرت متخفّية بزيّ رجل، وسافرت إلى الإسكندريّة. بعدها، مضت إلى البرّية، ودخلت دير القديس مكاريوس في مصر.

اختارت إيلاريا اسم يوحنا الطواشي في حياتها الرهبانيّة. وعاشت في الدير، متسلّحةً بالفضائل الروحيّة، وممارِسةً أعمال التقشف والنسك، ما ساهم في ارتقائها حدود الكمال الرهباني حتى ذاع صيت قداستها. عندئذٍ، قرّرت ترك الدير بسبب ما تميّزت به من تواضع واحتقار للمجد العالمي. فتوغّلت في البراري، ووصلت إلى مغارة صغيرة، سكنت فيها، شاكرة الربّ على نعمه. بعدها، أمضت حياتها في عبادة الله ومناجاته. كما كانت تواظب على الصلاة والتأمّل وقراءة الكتب المقدّسة، مجاهدةً في سبيل بلوغ الفرح المسيحي. وكانت تأكل من ثمار الأشجار وتستتر بأوراقها طوال 38 سنة.

بعد تلك الحياة المشعّة بضياء المسيح، رقدت إيلاريا بسلام في نهاية القرن الخامس، فصلّى الرهبان من أجلها، ثمّ دفنوها. كما لم يدرك أحد أنّها فتاة إلا بعد موتها.

لنُصَلِّ مع القديسة إيلاريا كي نتعلّم مناجاة الربّ يسوع في كل حين، مجاهدين في سبيل بلوغ ملكوته.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته