جان دارك... شهيدة خلّدت اسمها بحبر البطولة

تمثال ذهبي للقديسة جان دارك في شارع ريفولي بباريس-فرنسا تمثال ذهبي للقديسة جان دارك في شارع ريفولي بباريس-فرنسا | Provided by:Shutterstock/BlackMac

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديسة جان دارك في 30 مايو/أيّار من كل عام. هي فتاة فرنسيّة فلاحة وفقيرة، حقّقت إنجازات عسكريّة كبيرة في سنّ مبكرة، وتميّزت بمواقفها التي قادت بها إلى الاستشهاد وخلّدت اسمها في تاريخ أبرار الكنيسة.

أبصرت جان دارك النور في فرنسا سنة 1412. كانت ابنة مزارعَيْن فقيرَيْن. تميّزت منذ طفولتها بفضائل شتّى، فاستطاعت من خلالها تجسيد قوّة الإيمان بالربّ وعيش التقوى. كما أبدعت في كل المهارات المنزليّة. لمّا كانت فرنسا تحت رحمة الإنكليز والبورغينيين حلفائهم، خصّ الله تلك الطفلة بنعمة ظهور الملاك ميخائيل لها، فحضّها على الصلاة وقيادة الحرب من أجل خلاص بلادها.

تمكّنت جان دارك من جعل الملك شارل السابع يقتنع بإعطائها فرصة قيادة جيشه في حرب فرنسا ضد الإنكليز، وكان لها من العمر 17 عامًا. كما قدّم لها عددًا لا بأس به من الخيول، وأمر كثيرين من الجنود بمرافقتها. ثمّ قصّت جان دارك شعرها وارتدت ملابس ذكوريّة، وانطلقت بحربها صوب العدوّ. وبعد أيّام قليلة، حقّقت الانتصارات وحرّرت أورليان.

لكن رحلة جان دارك البطوليّة سارت بها صوب الاستشهاد، فقبض عليها البورغونديّون الذين باعوها للإنكليز. ثمّ حُكِمَ عليها بالإعدام حرقًا بتهمة الهرطقة. وقد روت مجموعة من الأشخاص الذين عايشوا الحدث أنّها رُبِطَت وسط السوق داخل مدينة روان، كما صنع أحدهم صليبًا بالقرب منها، عملًا بطلبها. وبعدها حُرِقَت، فأكلتها النيران الملتهبة حتى أصبحت باقة من رماد في 30 مايو/أيّار 1431.

بعد رحيل جان دارك، ظلّت حرب المئة سنة مستمرة قرابة 22 عامًا بين فرنسا وإنكلترا. ثمّ أعيد ملف محاكمتها مجدّدًا بسبب الظلم الذي تعرّضت له. فعيّن البابا كاليستوس الثالث لجنة خاصّة لإعادة محاكمتها، وانتهت بإعلان براءتها من كل التهم التي وُجِّهَت إليها، وأُعلنت شهيدة. وفي العام 1920، رُفِعَت قديسة على مذابح الربّ وشفيعة لفرنسا.

علّمنا يا ربّ أن نحبّ أرضنا وندافع عنها على مثال القديسة جان دارك بقوّة صليبك المقدّس وبإيمان وشجاعة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته