الأمّ أنجليكا… ملهمة الإعلام الكاثوليكي و"آسي مينا"

الأمّ أنجليكا الأمّ أنجليكا | ACI MENA

لم تتردّد في إطلاق حلمها من مرآبٍ صغير، فأدهشت العالم بالمنابر التي أسّستها وألهمتها لإيصال كلمة الربّ إلى الجميع، وغيّرت وجه الكاثوليكيّة إذ أسّست الشبكة العالميّة الأولى المبشّرة بتعاليم الربّ يسوع.

إنها الأمّ الرائعة ماري أنجليكا، مؤسِّسة شبكة تلفزيون الكلمة الخالدة، وحاملة البشارة إلى كل أنحاء المعمورة.

ستّ سنوات مرّت على انتقالها إلى الحياة الأبديّة في 27 آذار 2016، بعد صراع مع تداعيات السكتة الدماغيّة عن عمر يناهز 92 عامًا، لكن إرثها ما زال يشعّ في سماء الإعلام الديني.

تريزيا الطفل يسوع ترمي شبكتها في قلبها

ولدت ريتا ريزو في 20 نيسان 1923، ولم يتوقّع أحد أن تلك الطفلة المتحدّرة من عائلة مفكّكة ستُحدث تغييرًا كبيرًا، وتؤسّس رهبانيّتين رائعتين، وتطلق أكبر شبكة للإعلام الديني في العالم. تميّزت حياتها باختبارات نابضة بالحبّ، وبـ"نعم" عميقة لكل ما شعرت بأن الله يطلب منها القيام به.

شفيت ريتا من آلام شديدة في طفولتها بعد تلاوة تساعية القديسة تريزيا الطفل يسوع، فلمست في تلك اللحظات المباركة محبّة الله لها، وبدأت تشعر بالعطش نحوه، ورغبت في أن تقدّم نفسها ليسوع بعد شفائها، وفق ما أخبرت الأمّ أنجليكا في إحدى مقابلاتها.

في 15 آب 1944، دخلت ريتا (21 عامًا) الرهبنة الفرنسيسكانيّة للقديسة كلارا في كليفلاند، واختارت الاسم الذي سيعرفها العالم به، وهو الأخت ماري أنجليكا للبشارة.

صفقة تعقدها مع العناية الإلهيّة

في العام 1946، اختيرت الأمّ أنجليكا لتكون إحدى الأخوات المؤسّسات لدير القديسة كلارا في ولاية أوهايو. في أحد الأيّام، ألقيت عليها مهمّة تنظيف الأرض في الدير، فاستخدمت الآلة الكهربائيّة، خلافًا لما قامت به القديسة تريزيا الطفل يسوع، على حدّ قول الأمّ أنجليكا.

وفي لحظة ما، فقدت السيطرة عليها، فانزلقت وسقطت أرضًا.

بعد عامين على إصابتها، ساءت حالتها وأُدخلت إلى المستشفى، وكانت مهدّدة بعدم التمكّن من المشي مجدّدًا.

أصيبت بالذعر، وعقدت صفقة مع الله، واعدةً ببناء دير له في الجنوب إذا استعادت قدرتها على المشي.

حقّق الربّ أمنيتها، فبذلت أقصى جهودها من أجل الإيفاء بوعدها، وبنت الدير المنشود.

رسولة إعلاميّة تحمل مشعلها

كانت الأمّ أنجليكا متحدّثة لبقة وتتحلّى بالحضور الكاريزمي.

سجّلت برامج إذاعيّة عدّة، وبرعت في إيصال الرسالة إلى الجميع.

في خلال استخدامها أحد الاستوديوهات لإنتاج البرامج لشبكة تلفزيونيّة مسيحيّة في العام 1978، عرفت الأمّ أنجليكا بأن المحطّة التابعة للاستوديو تخطّط لبثّ برنامج تجديفي، فواجهت المدير واعترضت على قراره، لكنه تجاهل شكواها.

المزيد

عندئذٍ، أبلغته بأنها ستتوجّه إلى مكان آخر لتسجيل برامجها، فقال لها: "اتركي هذه المحطّة! أنتِ خارج التلفزيون!".

أجابته الأمّ أنجليكا بكل ثقة: سأبني خاصّتي!

وهكذا، بدأ حلمها يتجسّد في الواقع، وولدت شبكة تلفزيون الكلمة الخالدة، بعد اقتراح الأخوات تحويل مرآب إلى استوديو تلفزيوني، فباتت هذه الشبكة العالميّة تغطّي العالم أجمع.

اليوم، ها هو المولود الجديد لشبكة تلفزيون الكلمة الخالدة "آسي مينا" يحتفل بذكرى ولادتها في السماء، شاكرًا الربّ على مباركة خطواته، ويعدها بحمل رسالتها بأمانة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته