العراق: مؤمنون يضعون محاصيلهم تحت حماية مريم العذراء حافظة الزروع

دير السيّدة حافظة الزروع في ألقوش-العراق دير السيّدة حافظة الزروع في ألقوش-العراق | Provided by: Mesopotamia Heritage
من دير السيّدة حافظة الزروع في ألقوش-العراق مريم العذراء حافظة الزروع في ألقوش-العراق | Provided by: Mesopotamia Heritage
صور تاريخيّة لدير السيدة مريم العذراء حافظة الزروع في ألقوش-العراق صور تاريخيّة لدير السيّدة مريم العذراء حافظة الزروع في ألقوش-العراق | Provided by: The Chaldean Antonian Order of Saint Hormizd

يحتفل دير السيّدة حافظة الزروع في ألقوش، شمالي العراق، الواقع في السهل المقابل لدير الربّان هرمزد، بعيده السنوي في 15 مايو/أيّار، تذكار مريم حافظة الزروع بحسب الطقس الكلداني.

طوال العام، لا تنقطع الزيارات عن الدير إذ يؤمّه المؤمنون، مصلّين ومتضرّعين وطالبين شفاعة مريم العذراء، فيضعون حياتهم وأعمالهم، ولا سيّما محاصيلهم الزراعيّة، تحت حمايتها.

دير السيّدة حافظة الزروع في ألقوش-العراق. Provided by: Mesopotamia Heritage
دير السيّدة حافظة الزروع في ألقوش-العراق. Provided by: Mesopotamia Heritage

في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، قال الأنبا سامر صوريشو، الرئيس العام للرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة التي يتبع الدير لها، إن الحاجة تنامت في القرن التاسع عشر إلى المكوث في السهل المقابل لدير الربّان هرمزد لإتمام الخدمة الرعويّة في القرى المحيطة وليكون الرهبان قريبين من أراضي الدير الزراعيّة التي يفلحونها بأيديهم، خاصّةً في موسم الحصاد. فاستوجب هذا الأمر تهيئة مكان ملائم يستوعب الأعداد المتزايدة من الرهبان عمومًا، وكبار السنّ خصوصًا، لتجنيبهم مخاطر الزلازل والمناخ القاسي وظروف العيش الصعبة وشحّ المياه. وقد تعب الرهبان في بناء الدير وجمعوا التبرّعات ليتمكّنوا من إتمامه.

صور تاريخيّة لدير السيّدة مريم العذراء حافظة الزروع في ألقوش-العراق. Provided by: The Chaldean Antonian Order of Saint Hormizd
صور تاريخيّة لدير السيّدة مريم العذراء حافظة الزروع في ألقوش-العراق. Provided by: The Chaldean Antonian Order of Saint Hormizd

وأضاف: «لكن صوامع جبل ألقوش لم تخلُ من الحياة النسكيّة إذ بقيت الرئاسة العامة هناك، فيما غادرها الرهبان العاملون في الخدمة الرعويّة والعمل اليدوي». وأشار صوريشو إلى أنهم شيّدوا في العام 1861 كنيسة الدير الجميلة التي تضمّ اليوم عددًا من أضرحة رؤساء الرهبنة الراقدين، فضلًا عن ضريح البطريرك يوسف أودو (1847-1878). وفي السنوات اللاحقة، أضيفت أقسام جديدة لسكنى الرهبان، وشيّدت غرف لاستقبال الزوار ومبيتهم.

صور تاريخيّة لدير السيّدة مريم العذراء حافظة الزروع في ألقوش-العراق. Provided by: The Chaldean Antonian Order of Saint Hormizd
صور تاريخيّة لدير السيّدة مريم العذراء حافظة الزروع في ألقوش-العراق. Provided by: The Chaldean Antonian Order of Saint Hormizd

وتروي الحوليّات، مخطوطة دُوِّنَ فيها تاريخ الرهبنة، أن المؤسس الشهيد الأنبا جبرائيل دنبو، عندما افتتح دير الربّان هرمزد سنة 1808، وضعه مع الرهبان تحت حماية مريم العذراء، واتخذ منها شفيعة له ولسائر رهبانه. وعليها توكّل الآباء والإخوة الذين كانوا ينطلقون في رسالات العمل الرعوي.

وتخبرنا تلك المخطوطة أيضًا أن كل جماعة مار هرمزد الرهبانيّة قد وافقت سنة 1857 على فكرة إنشاء دير جديد في عهد الأنبا أليشاع لأسباب عدّة وجدوها جميعًا «معقولة ومقبولة لدى كل ذي فطنة».

صور تاريخيّة لدير السيّدة مريم العذراء حافظة الزروع في ألقوش-العراق. Provided by: The Chaldean Antonian Order of Saint Hormizd
صور تاريخيّة لدير السيّدة مريم العذراء حافظة الزروع في ألقوش-العراق. Provided by: The Chaldean Antonian Order of Saint Hormizd

ويغصّ هذا المكان كل عام بالمحتفلين الآتين من ألقوش وسائر القرى والبلدات المسيحيّة. فالمعهود أن تعقب القداس الاحتفالي تطوافات حول أسوار الدير الخارجيّة بمحاذاة الأراضي الزراعيّة. كما جرت العادة أن تُهيّأ حزم سنابل الحنطة لتقديسها وتوزيعها بركة على الحاضرين. ويُختتم الاحتفال بمشاركة الجميع في تناول الأطعمة والحلويات. ويحتضن هذا المكان طوال العام الرياضات الروحيّة ونشاطات الشبيبة والنزهات أيضًا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته