السينما تحت مجهر الاهتمام الفاتيكاني والتجربة المصريّة

الدورة الحادية والسبعون لمهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما المشاركون في الدورة الحادية والسبعين لمهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما | Provided by: Ihab Chedid

منذ القرون الميلاديّة الأولى، أولت المسيحيّة للفنون أهمّية كبيرة تعزّزت مع ظهور فنّ عصر النهضة الذي كان للكرسي الرسولي دور مفصلي فيه. وظهرت السينما فنًّا جديدًا في الربع الأخير من القرن التاسع عشر. ما كان موقف الفاتيكان منها؟ وكيف تفاعلت الكنيسة الكاثوليكيّة في مصر مع هذا الفنّ الحديث؟

برز اهتمام الفاتيكان بالسينما مع البابا بيوس الحادي عشر الذي أصدر رسالته الشهيرة في العام 1936. وتناول البابا الراحل فيها فائدة الصورة المتحرّكة في التربية والتعليم وإيصال قيمة الجمال وغيرها من القيم والأفكار الاجتماعيّة النبيلة إلى الناس، مؤكدًا أن السينما هبة من الله يستطيع الإنسان تكريسها من أجل الربّ ومجده، كسواها من الفنون، ما يحوّلها إلى وسيلة لخلاص النفوس وتعزيز امتداد ملكوت الله على الأرض.

واعتبر بيوس الحادي عشر أن السينما ترفيه يحتاجه الإنسان، وأنها أصبحت ضروريّة بعد الثورة الصناعيّة. وحذّر من تحوّل هذا النوع من الترفيه إلى فساد ووسيلة غير صحّية تدمّر النسيج الأخلاقي للأمم.

وطلب البابا في رسالته من أساقفة الأبرشيّات تشكيل مراكز تعمل على تصنيف الأفلام ووضع الجيّد منها في لائحة واحدة وعرضها في صالة الكنيسة. وهذا ما كان العمل به قد انطلق منذ العام 1928، عندما أعلنت الهيئة الكاثوليكيّة في مدينة لاهاي الهولنديّة إنشاء المركز الكاثوليكي الدولي للسينما.

تحت المجهر المصري

انطلاقًا من هذه التوجيهات، أسّس الرهبان الفرنسيسكان في مصر المركز الكاثوليكي لوسائل التعبير الاجتماعي في العام 1949. وأقام هذا المركز المهرجان الأوّل له في العام 1952. ويُعَدُّ من أقدم المهرجانات السينمائيّة وأعرقها في العالم العربي حتى يومنا الحالي.

ومن الملاحظ أن المهرجان لا يقبل مشاركة كل الأفلام المصريّة الحديثة، إنما يضع شروطًا خاصّة للقبول، تتعلّق بفحوى رسالتها الاجتماعيّة وتوجّهها الأخلاقي بحيث لا تتعارض مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكيّة.

وقد اختُتمت الدورة الحادية والسبعون للمهرجان هذا العام باحتفال تخلّلته كلمات لمطران اللاتين في مصر كلاوديو لوراتي، والخادم الإقليمي للرهبانيّة الفرنسيسكانيّة مراد مجلع، ورئيس لجنة التحكيم المخرج هاني لاشين. وسُلّمت فيه الجوائز للأفلام الخمسة المشاركة هذا العام. وقد حصد فيلم «ليلة قمر 14» معظمها، منها جوائز أحسن فيلم سينمائي وأفضل سيناريو ومونتاج وإخراج.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته