البابا فرنسيس يدعو إلى رؤية الآخرين بعيني يسوع

البابا فرنسيس يلتقي اليوم جماعة الروح القدس في الفاتيكان البابا فرنسيس يلتقي اليوم جماعة الروح القدس في الفاتيكان | Provided by: Vatican Media

دعا البابا فرنسيس، في خلال لقائه اليوم جماعة الروح القدس بقاعة الكونسيستوار الفاتيكانيّة، بمناسبة ذكرى مرور 175 عامًا على إعادة تأسيسها، إلى رؤية الآخرين بعيني يسوع المسيح من خلال الاقتراب من الأكثر فقرًا، ولمسهم بيديه، والتحديق إليهم.

ولخّص الأب الأقدس بعض القيم الأساسيّة لموهبة زائريه بالشجاعة والانفتاح والاستسلام لعمل الروح القدس كي يأتي بالجديد في حياتهم.

وشدّد على أن هذه القيم واضحة في تاريخ تأسيسهم عندما انطلق شمّاس شاب شجاع مع 12 رفيقًا له في الإكليريكيّة بقوّة الروح القدس في مغامرة غير متوقّعة، فتخلّى عن مستقبل خالٍ من الصعوبات من أجل رسالة أدّت إلى اختباره تضحيات وسوء فهم ومعارضة، فضلًا عن صحّة ضعيفة حملته إلى موت مبكر.

وتابع: إن مثال المؤسس يتجلّى في الإخوة الذين يواصلون عمله، مستعدّين للإجابة عن علامات الأزمنة الجديدة من خلال معانقة خدمة الإكليريكيين الفقراء والإرساليات الشعبيّة ونقل البشرى من دون السماح للاضطهاد الديني الذي أطلقته الثورة الفرنسيّة بإخافتهم.

وتطرّق البابا فرنسيس أيضًا إلى التأسيس الثاني لجماعة الروح القدس في العام 1848، عندما شاركت كل ثمار ماضيها في سيناريو جديد، وانضمّت إلى رفقاء جدد ينتمون إلى جمعيّة قلب مريم الأقدس.

ورأى وجوب تخطّي المخاوف والغيرة، وقبول الإخوة التحدّي، وتوحيد القوى، وتقاسُم ما لديهم في بداية جديدة، معتبرًا أن العناية الإلهيّة كافأت طاعتهم للروح القدس، وأنهم ما زالوا أمناء لروح البدايات كتبشير الفقراء وخدمة المُهمَلين واحترام الشعوب والثقافات وتنشئة الإكليريكيين والعلمانيين في أخوّة وبساطة ومثابرة على الصلاة.

ودعا الأب الأقدس زائريه إلى عدم التخلّي عن شجاعتهم وحرّيتهم، بل تعزيزها وجعلها سمة نابضة بالحياة لرسالتهم، مردفًا: كثيرون هم الرجال والنساء الذين ما زالوا بحاجة للإنجيل، ليس فقط في «أراضي الرسالة»، إنما أيضًا في الغرب القديم المُتْعَب.

وحضّ ضيوفه على النظر إلى الآخرين بعيني يسوع الذي يرغب في لقاء الجميع، موضحًا أن هذا الأمر يتمّ من خلال الاقتراب من الأشخاص الأكثر فقرًا، ولمسهم بيديه، والتحديق إليهم.

وختم البابا فرنسيس كلمته، مشجّعًا زائريه على أن يسمحوا للروح القدس بأن يقودهم، وينيرهم، ويوجّههم، ويدفعهم إلى حيث يشاء، من دون شروط.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته