كيف تنظر الكنيسة الكاثوليكيّة إلى عمليّات التلقيح الصناعي؟

طفل حديث الولادة طفل حديث الولادة | Provided by: Carlo Navarro via Unsplash

لا تنكر الكنيسة حقّ الأزواج الذين يواجهون مشكلات صحّية قد تعوق إنجاب الأطفال، بل تشعر بمعاناتهم وتتفهّمها لأنها ترى في سرّ الزواج «شركة عميقة في الحبّ والحياة الزوجيّة» (الإرشاد الرسولي «فرح الحبّ») باعتباره الميثاق الذي أسّسه الخالق ووضع قوانينه، والهادف إلى خير الزوجين وإنجاب الأولاد وتربيتهم في شركة حياة وحبّ (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة، سرّ الزواج، رقم 1660).

في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، أوضح الأب فادي نظير، راعي كنيسة الصعود في بغداد، أن الزوجين المحرومين من الإنجاب قد يلجآن إلى الوسائل العلميّة التي يطرحها الطبّ كبدائل، مع الأخذ في عين الاعتبار ضرورة احترام القيم الإنسانيّة الخاصّة بالحياة الجنسيّة، مشدّدًا على أن يحترم التدخّل الطبّي كرامة الأشخاص، وأن يقتصر على مساعدة الجماع الزوجي، إمّا بتسهيل إتمامه أو السماح له ببلوغ غايته، بعد أن يكون قد تمّ بصورة طبيعيّة.

وتابع: «من المؤسف أن تحتلّ التقنيّة أحيانًا مكان الجماع الزوجي من أجل إنجاب أطفال ليسوا ثمرة الجماع الطبيعي. وهنا، لا يؤدّي الطبّ واجبه في خدمة الاتحاد الزوجي، بل ينسب إلى نفسه مهمّة الإنجاب. وهكذا، يناقض كرامة الزوجين والطفل المنتظر وحقوقهم الثابتة». لذا، توصي الكنيسة بأن يشهد المسيحيّون لاحترام قدسيّة سرّ الزواج. كما تدعو العيادات المسيحيّة إلى احترام القواعد الكنسيّة.

الهدف النبيل لا يبرّر الوسيلة

عن رأي الكنيسة الكاثوليكيّة في النقاط الإشكاليّة المصاحبة لبعض هذه العمليّات، نبّه الأب نظير إلى تعارض بعضها مع مبدأ احترام وحدة الزواج والأمانة الزوجيّة، ولا سيّما حينما يتمّ تلقيح بويضات الزوجة بغير زرع الزوج أو استخدام زرعه لتلقيح بويضة ليست للزوجة، ما يمكن اعتباره نوعًا من الزنى الشرعي ومساسًا بوحدة الزواج.

واعتبر أن الهدف النبيل لا يبرّر أبدًا الوسيلة وتوابعها، ولا سيّما عندما ينجم عن عمليّة التلقيح ونقل الأجنّة الحيّة قَتْلُ عددٍ منها، الأمر الذي يناقض تعليم الكنيسة المتعلّق بالإجهاض وتحريمه.

وقال إن كل طفل في العائلة هو هبة من الله وثمرة الحبّ المتبادل وعلامة الأمانة المتبادلة، ومن خلاله يشارك الزوجان الله في قدرته على الخلق، لافتًا إلى أن إتمام هذه العمليّة خارج جسد الزوجين، أي في المختبر، يعني تسليم حياة الجنين إلى قدرة الأطبّاء.

واعتبر أن هذا الأمر يعزّز تسلّط التقنيّة على أصل الإنسان، ويناقض الكرامة والمساواة البشريّة، فضلًا عن أن الجنين ليس ثمرة الاتحاد الزوجي الخاصّ، بل ثمرة العمل التقني، ما ينفي مشاركة حبّ الزوجين والله في منح الحياة لشخص جديد.

وختم الأب نظير حديثه عبر «آسي مينا»، مشدّدًا على موقف الكنيسة الكاثوليكيّة الداعي إلى حفظ حرمة حقّ الكائن البشري بالحياة منذ الحبل به حتى الموت، بالإضافة إلى النوعيّة الفريدة والمميّزة لنقل الحياة البشريّة المرتبطة بفعلٍ زوجي شخصي حرّ وواعٍ.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته