ما أبرز ميزات أيقونة «الدينونة الأخيرة» وفق المدرسة الحلبيّة؟

أيقونة الدينونة الأخيرة أيقونة الدينونة الأخيرة | Ekmekjı Eugene ‏‏:Provided by

اشتهرت كاتدرائيّة الأربعين شهيدًا في حلب بإحدى أشهر جداريّات المدرسة الحلبيّة للفنّ الأيقوني «الدينونة الأخيرة» التي يعود تاريخ كتابتها إلى أكثر من ثلاثمئة سنة، تحديدًا إلى العام 1708.

كتب الأب نعمة الله المصوّر وابنه حنانيا هذه الأيقونة، وعكست تفاصيل يوم الحساب الأخير من أصغرها إلى أكبرها، إضافةً إلى إظهارها حالة الذين يُحاسبون في الحياة الثانية.

اعتاد كاتبو الأيقونات استخدام قطع خشبيّة بطول لا يتجاوز المتر الواحد في أثناء تصميمهم لوحات الفنّ الكنسي. أمّا استعمالهم حجمًا أكبر، فكان لصنع لوحات جداريّة، مثل أيقونة «الدينونة الأخيرة» إذ بلغت أبعادها 600×400 سم، فمثّل حجمها ميزتها الأولى.

وشكّل محتواها الميزة الثانية، فهي مؤلفة من أربعة أقسام؛ أوّلها وأعلاها العرش الإلهي أو الفردوس وفيه يجلس يسوع المسيح وأمّه مريم العذراء ويوحنا المعمدان، ثانيها تلاميذ الربّ الاثنا عشر، ثالثها الأبرار والقديسون. أمّا القسم الأخير، فهو جهنّم الذي يرمي جميع الخاطئين في العذاب الأبدي، كالقاتل والشاهد بالزور والسارق ليتلقّوا عقابهم، حسب ذنوبهم.

من ناحية الطول، الأيقونة مقسّمة إلى جزأين بواسطة «نهر النار» الأحمر اللون، النازل من عرش الربّ، ويعلوه ميزان ينتشر على جانبيه ملائكة وشياطين يحاولون اجتذاب الأرواح إلى الفردوس أو جهنّم في مشهدٍ تخيّله نعمة الله.

واعتبر كاتب الأيقونة أن هناك 18 نوعًا من الخطايا كالسرقة والغشّ والنميمة وغيرها ليُظهر الميزة الثالثة المتمثّلة في عذابات النفوس حسب تلك الخطايا إذ عُدَّتْ خرقًا للقيم الأخلاقيّة السائدة في المجتمع الحلبي آنذاك بكل دياناته وأطيافه، حسب تعبير المصوّر.

أضف إلى ما ذكرناه آنفًا الميزة الرابعة الكامنة في احتواء الأيقونة على مشاهد من الكتاب المقدّس، نذكر منها مثَل العذارى الحكيمات والجاهلات وسواها.

لقد غدت أيقونة «الدينونة الأخيرة» من أروع ما خلّده فنّانو المدرسة الحلبيّة للأيقونات على يدي نعمة الله المصوّر وابنه حنانيا.

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته