فنّانة عراقيّة كرديّة تنسج لوحة تمثّل الروح القدس وتهديها للبابا فرنسيس

الفنانة الكردية شاناز جمال محمود البابا فرنسيس يتلقّى هديّة من رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني | Provided by: Shanaz Jamal

في خلال زيارته الأخيرة للبابا فرنسيس، أهدى رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني الأب الأقدس لوحة مطرّزة مميّزة تمثّل حمامة الروح القدس. صنعت هذا العمل شاناز جمال محمود، الفنّانة العراقيّة الكرديّة التي شرحت في حديثٍ خاصّ مع «آسي مينا» معاني هذه الهديّة.

قالت محمود، الفنّانة التشكيليّة والناشطة في مجال الحوار والتعايش الديني، إنّها استخدمت أحجارًا وقطعًا ملوّنة تُستعمل عادةً في حياكة المنسوجات التقليديّة. وفسّرت سبب تطريزها للحمامة، لافتةً إلى أنها «ترمز للسلام، وهي في الوقت عينه أحد رموز روح المسيح القدوس». واستشهدت بالآية الآتية: «لَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ، صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى يوحنا المعمدان رُوحَ اللهِ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَة وَآتِيًا عَلَيْه» (متى 3: 16).

اللوحة النسيجيّة للروح القدس التي أهداها رئيس إقليم كردستان للبابا فرنسيس. Provided by: Shanaz Jamal
اللوحة النسيجيّة للروح القدس التي أهداها رئيس إقليم كردستان للبابا فرنسيس. Provided by: Shanaz Jamal

أكدت الفنّانة العراقيّة أن هدفها من صنع تلك اللوحة تمثّل في إطلاع العالم على التراث العراقي والثقافة الكرديّة التي تدعو إلى التعايش بين كل الأطياف والقوميّات.

وأوضحت محمود أنّها ليست المرّة الأولى التي تهدي فيها البابا أحد أعمالها. وروت أنّها أهدت بنفسها «رجل السلام» بابا الفاتيكان، على حدّ تعبيرها، في أثناء زيارتها روما منذ حوالى أربعة أعوام، عباءة مطرّزة بشعارات ترمز إلى الأديان الموجودة في إقليم كردستان، دلالة على التعايش السلمي الذي تسعى إلى تحقيقه. وأوضحت محمود: «حَمَلَت العباءة البيضاء الهلال والصليب ونجمة داوود، إضافةً إلى رجل محاط بثلاثة أجنحة يمثّل الزرادشتيّة، وشمس تحيط بمرقد تعلوه قبّتان في إشارةٍ إلى الإيزيديين».

الفنّانة شاناز محمود تهدي عباءة حاكتها للبابا فرنسيس. Provided by: Shanaz Jamal
الفنّانة شاناز محمود تهدي عباءة حاكتها للبابا فرنسيس. Provided by: Shanaz Jamal

واعتبرت محمود أن عملها «يحمل المحبّة والسلام والتعايش والاحترام». وأردفت: «هذه القيم تعكس مفهوم الدين عندي. فنقص أحدها يعني غياب الإنسانيّة وعدم القدرة على استمرار الحياة».

وأضافت: «تهدف أعمالي إلى إثبات قدرة المرأة الكرديّة على تعزيز التعايش الأخوي بين كل الأديان في العراق». فمحمود تريد أن تغدو بلادها رمزًا للسلام والتآخي والمحبّة المتبادلة.

مجموعة من الأعمال الفنّية السابقة التي أهدتها شاناز محمود للبابا فرنسيس. Provided by: Shanaz Jamal
مجموعة من الأعمال الفنّية السابقة التي أهدتها شاناز محمود للبابا فرنسيس. Provided by: Shanaz Jamal

وفي الختام، قالت محمود عبر «آسي مينا»: «كي نصل إلى سلام السماء، علينا عيش المحبّة ونشرها على الأرض. فمن دونها، نصبح فارغين وليس لحياتنا أيّ قيمة حقيقيّة».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته