البابا فرنسيس: الشهداء يجعلون من العنف فرصة للحبّ والمغفرة

البابا فرنسيس يتابع سلسلة التعليم في «الغيرة من أجل الأنجلة» بساحة القديس بطرس-الفاتيكان البابا فرنسيس يتابع سلسلة التعليم في «الغيرة من أجل الأنجلة» في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان | Provided by: Daniel Ibáñez–CNA

أكد البابا فرنسيس صباح اليوم في المقابلة العامة الأسبوعيّة في ساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة أن «الشهداء يجعلون، على مثال يسوع وبنعمته، من عنف الذي يرفض البشارة فرصة فائقة لحُبٍّ يصل حتى المغفرة لجلّاديهم». وكان الأب الأقدس قد تابع سلسلة التعليم في «الغيرة من أجل الأنجلة»، متأمّلًا في حياة الشهداء انطلاقًا من إنجيل متى (مت 10: 16-18).

اعتبر البابا أن الذين توفّوا من أجل الإيمان كانوا ناقلي إنجيل المسيح بامتياز بعد الرسل. وذكّر الحبر الأعظم بأنّ الشماس إسطفانوس رُجِمَ خارج أسوار أورشليم، وأن كلمة «شهيد» في اللغة اليونانيّة تعني الشهادة، وقد استُخدِمت منذ انطلاقة الكنيسة للدلالة على الذين قُتِلُوا من أجل الربّ.

البابا فرنسيس يتابع سلسلة التعليم في «الغيرة من أجل الأنجلة» في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان. Provided by: Daniel Ibáñez–CNA
البابا فرنسيس يتابع سلسلة التعليم في «الغيرة من أجل الأنجلة» في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان. Provided by: Daniel Ibáñez–CNA

ورأى فرنسيس عدم وجوب النظر إلى الشهداء كأبطال عملوا بشكل فردي أو كورود نبتت في الصحراء، بل كثمار ناضجة في كرم الربّ، أي الكنيسة. ولفت إلى أن الروح القدس قاد المسيحيين الذين شاركوا بجدّ في الاحتفال الإفخارستي إلى عيش حياتهم، بناءً على سرّ محبّة يسوع الذي بذل ذاته عنهم. من هنا، قدّموا أيضًا أنفسهم من أجل الربّ والإخوة.

بعدها، تطرّق البابا إلى الامتنان والمجّانيّة بالعطاء في فكر القديس أغسطينوس. وأشار إلى أن أعداد الشهداء اليوم أكبر من الذين توفّوا في القرون الأولى. مقتبسًا من الدستور العقائدي «نور الأمم» الصادر عن المجمع الفاتيكاني الثاني، قال إن الكنيسة تعتبر الاستشهاد عطيّة مميّزة واختبارًا أسمى للمحبّة. وأظهر الحبر الأعظم، بناءً على المرجع عينه، أن بذل الدماء يُعطى للبعض فقط، لكن على الجميع الاعتراف بالمسيح أمام الناس واتّباعه.

البابا فرنسيس يتابع سلسلة التعليم في «الغيرة من أجل الأنجلة» في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان. Provided by: Daniel Ibáñez–CNA
البابا فرنسيس يتابع سلسلة التعليم في «الغيرة من أجل الأنجلة» في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان. Provided by: Daniel Ibáñez–CNA

وفي القسم الأخير من تعليمه، سلّط فرنسيس الضوء على من يعيش في ظروف صعبة حول العالم بسبب إيمانه، مثل مرسلات المحبّة في اليمن اللواتي قُتِلَتْ ثلاثٌ منهنّ في العام 1998 وأربع أخريات مع مؤمنين مسيحيين ومسلمين في العام 2016. وأوضح أن تلك المرسلات ما زلن موجودات في هذا البلد المتألّم حيث يخدمن كبار السنّ وذوي الاحتياجات الخاصّة.

وقال الأب الأقدس: «يجب عدم القتل باسم الله لأنّنا جميعنا إخوة وأخوات من أجله». وختم فرنسيس تعليمه، داعيًا إلى الصلاة كي «لا نتعب من الشهادة للإنجيل، حتى في زمن المحنة». وأردف: «فليكن جميع القديسين والقديسات الشهداء بذور سلام ومصالحة بين الشعوب كي يصير العالم أكثر إنسانيّة وأخوّة، في انتظار ظهور ملكوت السماء بملئه، عندما يصبح الله الكل في الكل».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته