البابا فرنسيس: السعادة خدمة خفيّة

البابا فرنسيس البابا فرنسيس | Provided by: Daniel Ibáñez/CNA

أكد البابا فرنسيس صباح اليوم في لقائه الإخوة القربانيين الأبرشيين بالقصر الرسولي الفاتيكاني أن المحبّة تجاه البشريّة لا يمكنها أن تكون نظريّة بل تجاه أشخاص معيّنين. وتوقّف الحبر الأعظم في كلمته عند ثلاث نقاط هي الأخوّة وتقدمة الذات والروح الأبرشيّة.

شجّع البابا الحاضرين على أن يكونوا علامة صغيرة لكن مهمّة ولا غنى عنها في فسيفساء دعوات الكنيسة.

وقال الحبر الأعظم للمشاركين: «أنتم أوّلًا علامة على الأخوّة بحسب الإنجيل. فأنتم كذلك لكونكم إخوة، وليس عبر الأمور التي تقومون بها وعبر التنظيم والنشاطات...». فكل هذه الأمور حسنة وضروريّة لكن الأخوّة تُبنى عبر الحياة الواقعيّة، فكل واحد يعيشها بطريقة مختلفة بشخصيّته وعطاياه ومحدوديّته، على حدّ تعبيره.

وتمنّى فرنسيس أن تكون الحياة الأخويّة سبب فرح داخلي للحاضرين لأنّها السبيل الأفضل للتمثّل بيسوع الذي عاش بُعد الأخوّة مع جميع الناس. وأردف البابا أن المسيح حقّق ذلك الأمر بفضل سرّ التجسد.

توقّف الأب الأقدس عند كلمة «قربانيين» في اسم الرهبنة التي تعني تقدمة الذات من أجل الخدمة. وفسّر أن الربّ اتّخذ صورة العبد. ولفت إلى أن الخدمة لا تكون عبر اكتساب التصفيق على أعمالنا بل في الخفية والتواضع وهي في بعض الأحيان مُذلّة.

وشدّد البابا على أن هذه الطريق هي درب جميع المسيحيين لكنّها بالأخصّ سبيل المشاركين في اللقاء لأنّها من صلب موهبتهم. وأعطى البابا مثل مريم العذراء التي ذهبت لمساعدة نسيبتها القديسة أليصابات من دون أن يكون هناك مصوّرون أو صحافيّون في انتظارها، فالسعادة تكمن في أن الله وحده يعلم بهذه الخدمة.  

وسلّط فرنسيس الضوء على الروح الأبرشيّة، أحد أبعاد تجسّد المسيح. ففيها الإخلاص لأرض وشعب وأبرشيّة. وأوضح: «في بعض الأحيان، نريد أن نخلّص العالم لكن الله يقول لك: كُنْ مخلصًا لهذه الخدمة ولهؤلاء الأشخاص ولهذا العمل... فيسوع هو من خلّص العالم مقدّمًا حياته من أجل الخراف الضالّة من بيت إسرائيل». ووصل البابا إلى القول إن الخدمة الأبرشيّة مدرسة في الإخلاص.

وختم الأب الأقدس كلمته، متمنّيًا أن يرافق الله الإخوة المشاركين في دروبهم وأن تحفظهم مريم العذراء في السعادة والإخلاص. 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته