هل قيامة أجساد القديسين بعد موت يسوع حدث تاريخي أم رمزي؟

القبر الفارغ القبر الفارغ | Provided by: Bruno Van Der Kraan via Unsplash

«وصرخ أيضًا يسوع صرخة شديدة، ولفظ الروح. وإذ حجاب المقدس قد انشقّ شطرين من الأعلى إلى الأسفل، وزُلزلت الأرض وتصدّعت الصخور، وتفتّحت القبور، فقام كثيرٌ من أجساد القديسين الراقدين، وخرجوا من القبور بعد قيامته، فدخلوا المدينة المقدّسة وتراءوا لأناس كثيرين» (مت 27: 50-53).

هذا ما يرد إلينا من إنجيل متى البشير عن قيامة الأجساد لحظة موت يسوع على الصليب. لكن ما طبيعة هذه القيامة، وما شكلها بحسب تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة؟ هل هذا الحدث تاريخي أم رمزي؟ وما دلالاته؟

للإجابة عن هذا السؤال، وتوضيحًا لمعنى النصّ الكتابي في هذا الخصوص، أجرت «آسي مينا» مقابلة مع المتخصّص في اللاهوت الكتابي الأب أنطوان طحان الذي قال: «إن متى الإنجيلي يقدّم صورة واضحة عن شموليّة الخلاص، أي أنه ليس وقفًا على الأشخاص الذين سيموتون بعد يسوع أو على الأحياء المعاصرين له -من ضمنهم مريم العذراء التي نالت الخلاص بموت ابنها على الصليب- وإنما يشمل الذين ماتوا قبله. إذًا، يمكن القول إن هذا الحدث هو فكرة لاهوتيّة تعبّر عن قيامة الجسد الممجّد».

وتابع: «هذا يعني أن الجسد الممجّد يتّحد مع الروح كي ينال الخلاص من مفاعيل قيامة يسوع المسيح. الكنيسة تقول لنا في تعليمها إن الحياة ما بعد الموت (الإسخاتولوجيا) تشمل القيامة الأوّليّة أو الحكم الأوّلي، ومن ثمّ القيامة التي ستحدث مع حلول الدينونة العظمى والمجيء الثاني للمسيح الذي سيكون معه اتّحاد الجسد الممجّد بالروح، وينال الإنسان الخلاص بالكامل وليس روحه فقط».

وأردف الأب طحان: «هذه الفكرة موجودة في عدد من أسفار العهد القديم، فسفر المكابيين الثاني يذكر "مثوى الأموات" أو ما يُعرف باللغة العبريّة بالـ"شيول" وتسمّيه الكنيسة "الجحيم". لذلك، كثيرًا ما نرى في الأيقونات البيزنطيّة أن يسوع حطّم أبواب الجحيم ومنح الخلاص لمن فيه، لأولئك الذين ينتظرون خلاصه».

ختامًا، شرح الأب طحان الآية الآتية: «ذهب بهذا الروح يبشّر الأرواح السجينة أيضًا» (1 بط 3: 19)، قائلًا إن «كاتب رسالة بطرس الأولى يريد هنا أن يظهر أن يسوع بشّر بروحه القدوس الأشخاص الموجودين في الجحيم الذي يُعَبَّرُ عنه بالسجن. إذًا، إن شموليّة البشارة تخصّ فترة ما قبل المسيح وما بعده. وبالتالي، تكون شموليّة الخلاص للأشخاص الذين عاشوا قبله وبعده».

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته