من هو أوّل عراقي مسلم نحت مراحل درب الآلام؟

النحّات الراحل محمد غني حكمت النحّات الراحل محمد غني حكمت | Provided by: Public Domain

لم يُخْفِ الفنّان الراحل محمد غني حكمت سعادته البالغة بتكليفه نحت مراحل درب الآلام لتزيّن جدران كنيسة الصعود الكلدانيّة في العاصمة العراقيّة بغداد في العام 1991. وأعرب النحّات المسلم عن رغبته في ألا يكون تصميمه تقليديًّا، فحاول الاستفادة من الموروث العراقي القديم، ولا سيّما من النحت الآشوري، مضيفًا لمسته بجعله كل الوجوه في المنحوتة شرقيّة السمات واللباس.

عن هذه المنحوتات، قال الأب فادي نظير راعي كنيسة الصعود في حديث خاصّ لـ«آسي مينا» إن إنجاز مراحل درب الآلام على شكل منحوتات في كنيستنا شكّل المشروع الأوّل والوحيد من نوعه في كنائس العراق، فضلًا عن تكليف نحّات مسلم ليصمّم مراحله الأربعة عشرة. لذا، عزم الفنّان على أن يكون عمله نموذجًا فريدًا متميّزًا، فاختار الحجر الموصلّي لمنحوتاته المستطيلة الشكل التي تصوّر في أعلاها آلام الناس وفي أسفلها آلام المسيح، مستبدلًا الهالة بشعاع نور نازل من السماء، على حدّ قول الأب نظير. وأضاف: «تعتزّ كنيستنا بهذه المنحوتات الرائعة، ونحرص على إدامتها وإنارتها بالشكل الذي يبرز أهمّيتها الروحيّة والفنّية».

منحوتة درب الآلام للنحّات الراحل محمد غني حكمت. Provided by: Public Domain
منحوتة درب الآلام للنحّات الراحل محمد غني حكمت. Provided by: Public Domain

كرمزٍ للعراق المتألّم والواحد بكل أطيافه، وقع الاختيار على المرحلة السادسة (فيرونيكا/وارينا تمسح وجه يسوع بالمنديل) من منحوتات درب الآلام في كنيسة الصعود للنحّات العراقي المسلم لعمل مجسّم مصغّر من البرونز على شكل نسخة طبق الأصل عن الجداريّة لتكون من الهدايا الأكثر تميّزًا المُهداة من الرئيس العراقي آنذاك برهم صالح إلى البابا فرنسيس في خلال زيارته التاريخيّة للعراق من 5 إلى 8 مارس/آذار 2021.

بحسب شرح حكمت لهذه المرحلة، تبدو فيرونيكا (وارينا) وهي تمسح وجه يسوع بالمنديل، وتحاول امرأتان تخفيف ثقل الصليب، ويقدّم طفلٌ قدح ماء للمسيح. وفي يمين القسم العلوي، تبدو مريم العذراء حزينة يواسيها القديس يوحنا، وفي يساره يصوّر أحزان الناس.

مجسّم درب الآلام للنحّات الراحل محمد غني حكمت. Provided by: Public Domain
مجسّم درب الآلام للنحّات الراحل محمد غني حكمت. Provided by: Public Domain

من اللافت ما قاله حكمت شارحًا تصميمه للمرحلة الثالثة عشرة التي تتأمّل يسوع مُنزلًا عن الصليب: «وضعتُ نفسي جنب السلَّم وأنا أستقبل جسده تبرّكًا».

الجدير بالذكر أن ساحات العاصمة العراقيّة تتزيّن بنصبٍ عدّة من أعمال الفنّان الراحل محمد غني حكمت الذي يُعدّ أحد أهمّ النحّاتين العراقيين. وهو كان قد درس النحت في إيطاليا، وهناك نحت البوّابات الخشبيّة لكنيسة تيستا دي ليبرا بروما. وبالإضافة إلى تصميم مراحل درب الآلام في كنيسة الصعود ونحتها، صمّم مذبحها ونحَتَهُ أيضًا ليكون أوّل نحّات مسلم تتصدّر أعماله كنائس كاثوليكيّة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته