أسبوع الآلام في الطقس البيزنطي

أسبوع الآلام في الطقس البيزنطي إكليل الشوك مع الكأس والخبز المقدّسين | Provided by: Cross walk/Pinterest

تدعو الكنيسة التي تتبع الطقس البيزنطي المؤمنين عبر صلواتها وقراءاتها واحتفالاتها في أسبوع الآلام إلى المشاركة في العشاء الفصحي والسير نحو القيامة، فهي تقسّم الأسبوع إلى رتب وقراءات تتمحور حول وجوب ممارسة سرّ التوبة الذي لا يستطيع أيّ مؤمن بدونه أن يدخل ردهة العرس مع العريس ويتناول عشاء الفصح معه.

اعتادت الكنيسة ذات الطقس البيزنطي تلاوة صلاة السحر في المساء. لهذا السبب، تتلو إنجيل التينة الملعونة مساء أحد الشعانين بدل فجر الاثنين، مذكّرةً مؤمنيها بأن الأنفس العقيمة التي لا تحمل ثمار الربّ في هذا العالم ستُلْعَنُ إلى الأبد وتيبس وتموت. وفي مساء اليوم التالي، تواصل الكنيسة تحضير مؤمنيها لملاقاة العريس، فتتلو إنجيل العذارى الجاهلات والحكيمات، داعيةً أبناءها ليتسلّحوا بالأعمال الصالحة كزيتٍ للقنديل الذي سيجعلهم قادرين على الدخول إلى العرس، على عكس العذارى الجاهلات اللواتي عشن حياة الطيش، فبقين خارجًا.

أمّا في صلاة سحر الأربعاء، فتتلو الكنيسة إنجيل المرأة الخاطئة التي سكبت الطيب على قدمي المسيح طالبةً المغفرة من جهة، وتطرح صورة يهوذا الخائن الذي باع المسيح من جهة ثانية. فيقارن المؤمنون بين الشخصيّتين، التلميذ العاق الذي يئس من رحمة سيّده، والمرأة الخاطئة التي أظهرت حبًّا كبيرًا وأسلمت ذاتها بندامة إلى الله.

إلى ذلك، تتأمّل الكنيسة يوم الخميس في عشاء الربّ الذي أسّس فيه سرَّي الإفخارستيا والكهنوت، وغسل أرجل تلاميذه كاشفًا ذروة محبّته، وخيانة يهوذا المملوء بالكره والإثم. وتعاين بمقارنةٍ مؤلمة التضاد في تقابل النور والظلام، الفرح والحزن، سرّ المحبّة الإلهيّة أمام الإثم البشري.

ثمّ تصل إلى يوم الجمعة العظيمة، وتُقيم رتبة التطواف بالمسيح المعلّق على الصليب، داعيةً المؤمنين إلى التأمّل في محبّة الله وتدبيره الخلاصيّين، تليها رتبة الدفن التي تحمل في طيّاتها بذور القيامة والرجاء، ثمّ ترفع الكنيسة صلاة الجنّاز أمام قبر المسيح وهي في حالة ذهول، فهو معطي الحياة لكنّه موضوع في القبر.

في مساء سبت النور، يجتمع المؤمنون مع المحتفل خارج أبواب الكنيسة، حاملين شموعًا مطفأة، ومتّحدين مع المسيح الذي نزل إلى الجحيم وكسر أبوابه مانحًا الخلاص للأموات أيضًا، ثمّ يشعلون الشموع ويدخلون إلى الكنيسة.

هلمّوا نتشارك فرح القيامة! المسيح قام وحرّرنا من سلطان الموت والظلام لنعيش في النور الأبدي.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته