البابا فرنسيس: المسيحيّة ليست تبرّجًا بل اهتداء للقلوب

البابا فرنسيس يعانق عروسَين صباح اليوم في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان البابا فرنسيس يعانق عروسين صباح اليوم في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان | Provided by: Vatican Media

شدّد البابا فرنسيس في المقابلة العامّة الأسبوعيّة صباح اليوم في ساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة على أن الإنسان كي يصير مسيحيًّا لا يعني أن يتبرّج، مبدّلًا شكل وجهه، بل أن يتغيّر قلبه. وأثنى على هذه الفكرة قائلًا: «إن كنت مسيحيًّا يتغيّر قلبك لكن إن كنت مسيحيًّا ظاهريًّا، فذلك ليس حسنًا».

وكان البابا قد تابع سلسلة التعليم في «الغيرة من أجل الأنجلة» بعنوان: «شهود: القديس بولس»، فشرح أنّه سيتكلّم في الأسابيع المقبلة عن شخصيّات شهدت لأهمّية الغيرة للإنجيل في حقبات تاريخيّة مختلفة. من هنا، بدأ اليوم ببولس الرسول الذي تُظهر الرسالة إلى أهل غلاطية وأعمال الرسل كيف بدأت غيرته للإنجيل بعد اهتدائه للمسيحيّة، فبولس تحوّل من شخص يريد تدمير الكنيسة إلى رجل يسعى إلى بنائها.

وأردف الأب الأقدس أن ما يغيّر حياة الإنسان هو اللقاء مع الربّ القائم من الموت. واستشهد بمثال رسول الأمم للتأكيد أن ما غيّر حياة هذا الأخير ليس فكرة أو قناعة بل اللقاء مع يسوع. وهذا ما حوّل غيرة بولس بالروح القدس، من مضطهد للكنيسة إلى بانٍ لها.

البابا فرنسيس يحيّي مجموعة من الأطفال صباح اليوم في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان. Provided by: Vatican Media
البابا فرنسيس يحيّي مجموعة من الأطفال صباح اليوم في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان. Provided by: Vatican Media

وأكد الحبر الأعظم أن روح الله هو الوحيد القادر على تغيير قلوبنا. ويتمّ ذلك كما في الخبز والخمر الإفخارستيين إذ يصبحان جسد المسيح ودمه من دون أن ينقصا. بهذا لا تندثر غيرة بولس بل تصير في خدمة يسوع. وأضاف فرنسيس أن اللقاء مع الربّ يغيّر أعماق الإنسان ويجعله شخصًا آخر، فيصير خليقة جديدة.

وقال إن الغيرة من أجل الإنجيل ليست مسألة فهم أو دراسة، مع أنّهما أمران مهمّان، إنّما هي خبرة «الوقوع والقيامة» التي حصلت مع شاول، فأصبح بولس. ولفت البابا إلى أن الدراسة وحدها لا تولّد الحياة الجديدة فينا إذ يمكن للباحث أن يتعمّق في كل الدراسات اللاهوتيّة والبيبليّة ويبقى ملحدًا. وطلب من الحاضرين أن يسألوا ذواتهم إن كانوا قد التقوا يسوع في السابق.

وأشار فرنسيس إلى التناقض الذي كان يعيش فيه رسول الأمم، فهو كان يعتبر ذاته ذا سلطة، وبالتالي يحقّ له الاضطهاد والاعتقال والقتل كما فعل مع إسطفانوس. أمّا بعد استنارته بالمسيح القائم من الموت، فأدرك أنّه كان «مُجَدِّفًا ومُضْطَهِدًا عنيفًا» (الرسالة الأولى إلى طيموتاوس 1: 13)، وعندها تمكّن من الحبّ بشكل حقيقي.

وختم البابا المقابلة بتلاوة صلاة الأبانا وإعطاء بركته الرسوليّة للحاضرين.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته