المطران مراد عبر «آسي مينا»: الربّ ينمّي ما نزرعه في الحوار المسيحي-الإسلامي

المطران مراد يتوسّط المشاركين في اللقاء المسيحي-الإسلامي في قاعة كاتدرائيّة سيّدة البشارة للسريان الكاثوليك في بيروت، لبنان المطران مراد يتوسّط المشاركين في اللقاء المسيحي-الإسلامي في قاعة كاتدرائيّة سيّدة البشارة للسريان الكاثوليك في بيروت، لبنان | Provided by: Mgr Matteas Charles Mourad

في العام 2010، أصدرت الدولة اللبنانيّة قرارًا يجعل عيد البشارة في 25 مارس/آذار عطلةً رسميّةً وعيدًا وطنيًّا مشتركًا، وذلك للقيمة الكبيرة التي تحظى بها مريم العذراء ليس فقط عند المسيحيين بل عند المسلمين أيضًا، ففي القرآن سورة كاملة تحمل اسمها. من هنا، رأى البعض إمكانيّة ربط هذا اليوم بالحوار بين أتباع الديانتين وإقامة احتفال سنوي في هذه المناسبة.

بعد توقّف لسنوات عدّة، عادت عجلة النقاشات لتدور من جديد بمبادرة من اللجنة الأسقفيّة للحوار المسيحي-الإسلامي والتي يرأسها النائب البطريركي لأبرشيّة بيروت للسريان الكاثوليك المطران ماتياس شارل مراد.

وقد أجرت «آسي مينا» لقاءً معه للوقوف على واقع الحوار وخلفيّته اللاهوتيّة، فقال: «إن اللجنة المسكونيّة للحوار المسيحي-الإسلامي تمثّل الكنيسة الكاثوليكيّة في الحوار مع إخوتنا المسلمين في لبنان. وبما أن هناك أمورًا إيمانيّة لا يمكن الاتفاق عليها، فإننا نركّز دائمًا على الإنسان قبل الدين، ومن ثمّ ننتقل إلى الأشياء المشتركة. مع ذلك، قد لا نخرج بنتائج محدّدة، ولا سيّما أن ثمار الحوار ليست سحريّة بل تحتاج إلى وقت، لكنني أقول دائمًا إن علينا السير بحكمةٍ وبنور الروح القدس، وإن الربّ ينمّي ما نزرعه».

وأضاف: «ما يهمّ هو التقرّب من بعضنا البعض. عندما تجلس مع شخص يختلف عنك وتكسبه إنسانيًّا، عندها تستطيع مناقشته في الأمور الدينيّة. شيوخ كُثُر طيّبو المعشر وأصحاب ذهنيّة منفتحة، فنتكلّم معهم بكل حرّية ومن دون أقنعة. لذلك، أرى أن تجربة الحوار ناجحة. ومن المهمّ جدًّا الاستفادة من الأشخاص المنفتحين والمعتدلين من الديانتين».

وعن المنطلق اللاهوتي لهذا الحوار وارتباطه بعيد البشارة، قال مراد: «عندما قالت الحيّة لحواء إنها لن تموت إذا أكلت من الشجرة الموجودة في الوسط، لم تناقشها وتناولت تفاحة منها، وأطعمت من ثمارها آدم الذي لم يفتح فاه بأيّ كلمة، على عكس مريم التي أقامت حوارًا مع الملاك كي تفهم إرادة الله، فكانت نتيجته تجسّد الكلمة. كذلك، فإن هدف الحوار إيصال كلمة الله».

وخلص مراد إلى القول: «إن كان الله يفتح حوارًا مع الإنسان، فكيف يكون الأمر بالأحرى بين الإنسان وأخيه؟ ألم يقل المسيح: أريد رحمة لا ذبيحة؟ في عيد البشارة، لا نتّفق مع المسلم على روحانيّة إيمانيّة واحدة، لكننا متّفقون على أن مريم هي "أمّنا التي تلمّنا"، خاصّة في ظل هذه الظروف التي استنفدنا فيها قوّتنا، وأصبحنا متّكلين على قوّة السماء كي نستطيع عيش السلام والطمأنينة».

 

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته