الترجمة العربيّة الأولى لـ«الفناقيث» تبصر النور

صورة للنسخة العربية من الفناقيث (الصلوات الطقسيّة للكنيسة السريانيّة الأنطاكيّة) صورة للنسخة العربيّة من الفناقيث | Provided by: Fr. Samer Soresho

تُعدّ كتابات الملافنة والقديسين كأفرام السرياني، وإسحق الأنطاكي، ويعقوب السروجي، وماروثا الميافارقيني، ورابولا الرهاوي، وسواهم من آباء الكنيسة، مصدر إلهامٍ لما تضمّه «الفناقيث» من صلوات طقسيّة إذ إن الكنيستَيْن السريانيّتَيْن الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة تتشاركان في اعتماد الفنقيث لتنظيم الصلوات الطقسيّة على مدار السنة، مع بعض الاختلافات البسيطة.

تعريف الفنقيث

أوضح الأب مازن إيشوع عبر «آسي مينا» أن الفنقيث كلمة يونانيّة تعني اللوح أو المجلّد وتُجْمَعُ على فناقيث، ويُسمّى بالسريانيّة الغربيّة «الحودرو» أيّ الدورة السنويّة. فهو إذًا كتاب الصلوات الطقسيّة على مدار السنة لدى الكنائس السريانيّة. ومثله «الحوذرا» لدى الكنيسة الكلدانيّة، باختلاف اللفظ ما بين اللهجتَيْن السريانيّتَيْن الشرقيّة والغربيّة.

صورة للنسخة العربيّة من الفناقيث. Provided by: Fr. Samer Soresho
صورة للنسخة العربيّة من الفناقيث. Provided by: Fr. Samer Soresho

مجلّدات بأبهى حلّة

في بادرة مسكونيّة، تبنّت الرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة طباعة الترجمة العربيّة للفناقيث ونشرها في مجلّدات نظاميّة. عن هذا التعاون، قال الأنبا سامر صوريشو رئيس الرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة لـ«آسي مينا»: «لفتني العمل الجبّار الذي اضطلع به الخورأسقف بهنام سوني بمجهودٍ فردي لترجمة هذه الصلوات الطقسيّة، ورأينا أن مشروعًا مماثلًا لا بدّ أن يبصر النور لفائدة أبناء الكنيسة ممّن لا يتحدّثون السريانيّة أو يقرأونها، وبالتالي لا يفهمونها، فتبنّينا طباعتها».

وأضاف: «يسرّنا بعد ستة أشهر من الإعداد أن نضع هذه المجلّدات بأبهى حلّة بين أيدي المؤمنين لتكون مساهمة رهبنتنا في نشر تراث الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة باكورة التعاون بين الرهبنة والخورأسقف سوني والذي يؤمل أن يُسفر في مستقبل قريب عن طبع ترجمة عربيّة لكتاب «الحوذرا»، وهي الصلوات الطقسيّة على مدار السنة في الكنائس المشرقيّة الكلدانيّة والآشوريّة»، مؤكدًا أن إنجاز هذه الترجمة للحوذرا قد بلغ مراحل متقدّمة.

وأعلن صوريشو عبر «آسي مينا» أن كتاب «الحوذرا» بنسختَيْه العربيّة والكلدانيّة سيكون متوفّرًا بنسخة إلكترونيّة عبر تطبيق خاصّ، فضلًا عن الطبعة الورقيّة.

وأعرب صوريشو عن اعتقاده أن هذه الترجمات ستُغني المكتبات العربيّة أيضًا إذ «لا تقتصر غايتنا على حفظ إرثنا السرياني، بل نعمل من خلال ترجمته على إطلاع الآخرين على الروحانيّة المشرقيّة وغناها، فضلًا عن إغناء حياة المؤمنين الروحيّة ليقووا ويتغذّوا من الزوّادة التي غذّت آباءنا وأجدادنا وساعدتهم ليكونوا ثابتين في إيمانهم وشهودًا وشهداء له».

وقال: «نفتخر بهذا الغنى سواء أكان من الطقس السرياني الغربي أم الشرقي، وبكل ما فيه من كنوز مشتركة تعود إلى آباء الكنيسة الكبار. ويسرّنا أن يكون مصدر غنى للمكتبة العربيّة وقرائها».

صورة للنسخة العربية من الفناقيث. Provided by: Fr. Samer Soresho
صورة للنسخة العربية من الفناقيث. Provided by: Fr. Samer Soresho

عمل جبّار بمجهودٍ فردي

بادر الخورأسقف بهنام سوني بجهد فردي إلى ترجمة الفناقيث السريانيّة بمجلّداتها السبعة الضخمة إلى اللغة العربيّة، بكل ما تحتويه من صلوات في أيّام الآحاد والأعياد الكبرى والسيّديّة وأعياد العذراء وتذكارات الرسل والقديسين وأسابيع الصوم والحاش (الآلام) على مدار السنة لتكون الأولى والوحيدة.

في حديث خاصّ لـ«آسي مينا»، قال سوني إنه راعى في ترجمته احترام قواعد اللغتَيْن العربيّة والسريانيّة، مستفيدًا من المشترك بينهما للخروج بترجمة مخلصة للنصّ السرياني تحافظ على روحه قبل حرفه، بدون تزويق لغويّ، متجنّبًا الإضافة أو الحذف ومبتعدًا عن تقويل النصّ ما لم يقله.

وأضاف: «حافظت على كل الكلمات السريانيّة المفهومة في العربيّة، نظرًا لأصولهما المشتركة، عبر المزاوجة بين العربيّة المُسَرْيَنة والسريانيّة المعربّة للحفاظ على الفقه اللغوي المميّز للفناقيث».

وتابع: «هدفي الأساسي اليوم تمكين المؤمن المسيحي الذي لا يعرف السريانيّة من فهم هذه الصلوات الرائعة».

وأشار سوني إلى وجود إحدى أقدم مخطوطات الفناقيث التي تعود إلى القرن الثالث عشر في قرةقوش، منبّهًا إلى وجود بعض الاختلافات بين تلك المخطوطات وفقًا لاجتهاد الناسخ، فضلًا عن الاختلافات التي ظهرت لاحقًا بين النسختَيْن الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة، طبقًا لمرجعيّة الكنيستَيْن، لكن أصولها واحدة.

المزيد

الجدير بالذكر أن إنجاز الطبعة الأولى والوحيدة للفناقيث بأجزائها السبعة، باللغة السريانيّة المستخدمة في الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة حتى اليوم، تمّ في مطبعة الآباء الدومينيكان في الموصل باجتهاد العلامة المطران إقليميس يوسف داود، واستغرق قرابة اثنتي عشرة سنة (1886-1898).

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته