حلب: الكنيسة سبّاقة في تقديم الدعم النفسي لمتضرّري الزلزال

محاضرات وجلسات الدعم النفسي في كنيسة مار أفرام في حلب محاضرات وجلسات الدعم النفسي في كنيسة مار أفرام في حلب | Provided by: Rania Salman
محاضرات وجلسات الدعم النفسي في كنيسة مار أفرام في حلب محاضرات وجلسات الدعم النفسي في كنيسة مار أفرام في حلب | Provided by: Rania Salman

بعد شهر ونصف الشهر على الكارثة الطبيعيّة التي ضربت تركيا والشمال السوري، وإثر الاستجابة الإسعافيّة والإغاثيّة الأولى، فرضت المرحلة الثانية نفسها وهي تتمثّل بتقديم دعم نفسي إلى كل من هو بحاجة.

في هذا الشأن، أطلقت الكنيسة في حلب عددًا من المبادرات، مستفيدةً من الكوادر الخبيرة والمتخصّصة. ونُظِّمَت جلسات دعم نفسي للكوادر التدريسيّة والإداريّة في عدد من المدارس المسيحيّة، كمدرسة الأمل والعناية ودار التربية وبني تغلب وغيرها، لتهيئة الأفراد للعودة إلى الدوام المدرسي، وتعريفهم على الطرق التي يستطيعون من خلالها التعامل مع التلاميذ الذين طالهم أذى نفسي.

كما حرص عددٌ من المدارس المسيحيّة على إقامة نشاطات هدفها زرع الفرح لمساعدة التلاميذ بشكل غير مباشر على تجاوز الصدمة. فعلى سبيل المثال، أقامت مدرسة العناية فقرات غنائيّة وراقصة ووزّعت هدايا.

من جهته، تابع فريق دائرة العلاقات المسكونيّة في حلب تقديم أنشطته الترفيهيّة لأطفال مركز الإيواء الموقّت في مدرسة أميّة الحكوميّة بمنطقة الهُلُّك.

كذلك، لم تتوانَ أخويّات مسيحيّة عن تقديم تثقيف صحّي ودعم نفسي لأعضائها، على سبيل المثال أخويّة العائلات العاملة المسيحيّة، ومنسّقيّة الأخويّات الكشفيّة الكاثوليكيّة التي توجّهت إلى أكثر من 400 طفل ينتمون إلى 16 كشّافًا كاثوليكيًّا.

في دمشق، أطلق الرهبان السالزيان مشروع دعم نفسي يتضمّن تدريب 20 شابًّا وشابّة من الأسرة التربويّة، وإقامة مبيتاتٍ لهم بالاشتراك مع شبيبة دون بوسكو-حلب لعيش خبرات مشتركة داعمة في نطاق نفسي وروحي وترفيهي.

محاضرات وجلسات الدعم النفسي في كنيسة مار أفرام في حلب. Provided by: Rania Salman
محاضرات وجلسات الدعم النفسي في كنيسة مار أفرام في حلب. Provided by: Rania Salman

في هذا السياق، أقام مركز يسوع صخرتي عددًا من المحاضرات التوعويّة في كنائس حلب. وقالت مديرة المركز واختصاصيّة المشورة والمرافقة الروحيّة رانيا سلمان لـ«آسي مينا»: «استحوذ شعور العجز على الآباء لأنهم لم يستطيعوا في نظرهم أن يحموا عائلتهم. أمّا الأمهات، فمنهنّ من يتمتّعن بشخصيّات قويّة وعرفن كيفيّة التصرّف في حين دخل البعض الآخر منهنّ في حالةٍ من الانهيار. فالسيّئ في الأمر أن الزلزال جاء بعد سنوات الحرب وفي وقتٍ نعاني أزمة اقتصاديّة ومعيشيّة حادّة شكّلت لدى الناس إرهاقًا وضغطًا شديدًا، فغدت صدمة الزلزال مضاعفة وكثرت المشاكل والأزمات النفسيّة».

وخلصت سلمان إلى القول: «توتُّر الطفل من توتّر الأهل. وإذا كان الأهل أكثر هدوءًا، يستطيعون حينها أن يوصلوا للطفل شعورًا أكثر بالأمان، هذا ما ننصحهم به. مؤخّرًا، بدأنا أخذ منحى تحصل في إطاره جلساتٌ فرديّة للمتضرّرين نفسيًّا. كما أن هناك نيّة بالتوجّه إلى الناس في بيوتهم، فالخوف يعيشه على السواء من خسر بيته ومن لم يخسره».

وتجدر الإشارة إلى أن فرق الاستجابة الطبّية التابعة لمديريّات الصحّة في المحافظات السوريّة المتضرّرة جرّاء الزلزال تواصل متابعة الحالات الصحّية، بينها الصحّة النفسيّة للمتضرّرين. كذلك، تقدّم وزارة التربية السوريّة دعمًا نفسيًّا للأطفال في المدارس الحكوميّة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته