البابا فرنسيس: الله ينتظر الإنسان في أسوأ حالاته ولا يخاف لمس جراحاته

البابا فرنسيس يعظ في كنيسة القديسة مريم سيّدة النِعَم الرعائيّة في روما البابا فرنسيس يعظ في كنيسة القديسة مريم سيّدة النِعَم الرعائيّة في روما | Provided by: Daniel Ibáñez-CNA

أكد البابا فرنسيس، في خلال ترؤسه الذبيحة الإلهيّة في كنيسة القديسة مريم سيّدة النِعَم الرعائيّة في روما بعد ظهر اليوم، أن الله ينتظر الإنسان في أسوأ حالاته، فيلمس جراحات جسده ويقبل فقره وفشل حياته وأخطاءه.

في القداس الذي يندرج ضمن مبادرة «24 ساعة للربّ» التي تنظّمها دائرة البشارة الفاتيكانيّة اليوم وغدًا، بغية السماح للحجّاج والمؤمنين بالسجود والاعتراف استعدادًا لعيد الفصح، توقف البابا فرنسيس عند مثال القديس بولس، شارحًا أنّه تخلّى عن كونه فرّيسيًّا محافظًا من أجل المسيح. فحالة الافتخار بالفرّيسيّة شكّلت عقبة بين الرسول وربّه. لذا، تجرّد عنها من أجل أن يربح المسيح، على حدّ تعبيره. وأشار الحبر الأعظم إلى أن الإنسان الممتلئ بذاته لا يترك مكانًا لله في داخله ولو كان رجلًا تقيًّا يقوم بأعمال مقدّسة.

في السياق عينه، انتقل فرنسيس للكلام عن مثل الفرّيسي والعشّار (راجع لوقا 18: 9-14)، وهو الإنجيل الذي قُرِأَ في الذبيحة الإلهيّة، مشدّدًا على الموضوع عينه. فأظهر البابا كيف يخبّئ الفرّيسي هشاشته بقناع الرياء بينما يقف العشّار بعيدًا، عالمًا بأنّه خاطئ. وبيّن الأب الأقدس أن إدراك العشّار لخطيئته يسمح له باختبار عناق الآب الرحوم لأنّه يخلق مساحة للعليّ كي يرحمه.

وقال البابا إن الربّ «يمسك بيدنا ليقيمنا عندما نتعلّم "لمس العمق"، ونثق به بقلب صادق. فالله ينتظرنا في العمق لأنّه أراد في يسوع أن "ينحدر إلى العمق"، ويأخذ المكان الأخير، ويجعل نفسه خادمًا للجميع».

ودعا الحبر الأعظم إلى فحص الضمير إذ «يسكن كل من الفرّيسي والعشّار فينا. دعونا لا نختبئ وراء رياء المظاهر بل لنسلّم عتمتنا وأغلاطنا ومآسينا إلى رحمة الربّ».

وبعدما عدّد خطايا كثيرة يجب أن يُطلب الصفح عنها من الربّ، ختم فرنسيس طالبًا من الحاضرين ترداد هذه الكلمات بصمت: «اللهُمَّ ارْحَمْني أَنا الخاطئ»، وهو عنوان مبادرة «24 ساعة للربّ» لهذا العام.

وكانت الأبرشيّات الكاثوليكيّة في العالم قد دُعيت إلى فتح كنائسها بين اليوم والغد للنسخة العاشرة من هذه المبادرة التي بدأت بطلب من البابا الحالي. وهي تهدف عبر أبواب الكنائس المفتوحة إلى الإشارة لحبّ الله الرحوم وتقديم سرّ المصالحة في جوّ من الصلاة والسجود للقربان المقدّس.

وتقيم الأبرشيّات الكاثوليكيّة في العالم هذه المبادرة سنويًّا عشيّة الأحد الرابع من زمن الصوم. وقد نشرت دائرة البشارة كتيّبًا يضمّ صلوات شخصيّة ومقترحات للجماعات الرعائيّة يمكن الاستفادة منها لتحضير الـ24 ساعة.

 

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته