كانتالاميسا يحضّ على الإصغاء إلى الروح القدس من أجل تجديد الكنيسة

واعظ القصر الرسولي الكاردينال رانييرو كانتالاميسا واعظ القصر الرسولي الكاردينال رانييرو كانتالاميسا | Provided by: Daniel Ibáñez-CNA

«هدف عظات الصوم الخمس التي نبدأها اليوم، وأعبّر بشكل بسيط جدًّا، هو بالتحديد الآتي: تشجيعنا على وضع الروح القدس في محور كل حياة الكنيسة وبخاصّة، في هذا الزمن، في قلب الأعمال السينودسيّة. بكلمات أخرى، استقبال الدعوة الملحّة للقائم من الموت في سفر الرؤيا لكل من الكنائس السبع في آسيا الصغرى: من كان له أذنان، فليسمع ما يقول الروح للكنائس». بهذه الكلمات، توجّه واعظ القصر الرسولي الكاردينال رانييرو كانتالاميسا اليوم إلى الإدارة المركزيّة الفاتيكانيّة، الكوريا الرومانيّة، في قاعة بولس السادس، بعظة تحت عنوان «تجديد التجدّد».

رأى كانتالاميسا وجوب عدم الوقوع مرّة أخرى في الخطأ الذي ارتكبته الكنيسة في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين عندما تأخّرت في التحرّك أمام التغييرات الاجتماعيّة والحداثة. فانعدام الحوار دفع مفكّري ذلك العصر إلى التطرّف، وأدّى إلى حجب طاقات هائلة عن الكنيسة. لذلك، جاء المجمع الفاتيكاني الثاني مبادرةً نبويّةً لاستعادة الوقت الضائع.

وأردف كانتالاميسا: «تاريخ الكنيسة وحياتها لم يتوقفا عند المجمع الفاتيكاني الثاني»، محذّرًا من جعل هذا المجمع نقطة وصول وهدف لا يمكن تخطّيها كما حاول البعض فعله بالمجمع التريدنتيني. واستشهد الواعظ بأوريجانوس، قائلًا: «لا تظنّوا أن التجدّد لمرّة واحدة كافٍ، فيجب تجديد التجدّد عينه». واعتبر أن الروح القدس بطبيعته تجدّد، فبولس الرسول يحضّ المعمّدين على الخدمة «في نظام الروح الجديد، لا في نظام الحرف القديم» (روما 7: 6).

وقال كانتالاميسا إن المجتمع قد تغيّر منذ المجمع الفاتيكاني الثاني، مشيرًا إلى أن ما كان يحتاج إلى قرن واحد أو اثنين ليأخذ مجراه بات يتمّ في عقد من الزمن. من هنا، الروح القدس هو الضمانة لسلوك درب الحياة والنور وسط هذه التقلّبات، على حدّ قوله.

وشرح كانتالاميسا أن مسيرة الكنيسة الأولى لم تكن سهلة ومستقيمة لكنّها تمّت بإلهام من الروح القدس. وأضاف أنّنا نحتاج اليوم إلى الروح لاتّخاذ قرارات بشأن دور العلمانيين وبخاصّة النساء في الكنيسة، متوقفًا عند الحاجة إلى الوقت والصبر والحوار والتسامح وفي بعض الأحيان المساومة التي هي ليست خضوعًا بل محبّة وطاعة، إن تمّت بالروح القدس.

وشدّد على ضرورة عدم الادّعاء بأنّ الله يصطفّ إلى جانبنا ضدّ الآخرين وعدم شيطنة الرأي الآخر. في السياق عينه، توقّف كانتالاميسا عند مثال القديس فرنسيس دي سال، طالبًا الوقوف في «محكمة القلب» أمام الأشخاص الذين نختلف معهم ومحاولة فهم الرأي الآخر والتيّار الفكري المختلف عنّا.

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته