كنيسة القديس بطرس الأنطاكيّة تصمد في وجه الزلزال المدمّر

كنيسة مار بطرس تركيا كنيسة القديس بطرس في أنطاكيا | Provided by: Kim Thompson/Pinterest

خلّف الزلزال الكارثي الذي ضرب سوريا وتركيا الكثير من القتلى والجرحى والمنكوبين وتسبّب بدمار عدد كبير من الكنائس والجوامع والأبنية السكنيّة. لكن كنيسة القديس بطرس في أنطاكيا تحدّت الزلزال وصمدت في وجهه لتشكّل علامةً تحضّ المسيحيين على التمسّك بأرضهم المقدّسة «مهد المسيحيّة الأولى».

كنيسة القديس بطرس، المعروفة بمغارة مار بطرس، واحدة من أقدم كنائس العالم، بُنِيَت بحسب التقليد المسيحي في القرن الأوّل الميلادي في أنطاكيا بقرار من الرسولين بطرس وبولس، ونُحِتَت داخل كهف حجري في جبل سيليبيوس الذي بشّر فيه بطرس بعد هروبه من أورشليم واليهوديّة نحو العام 39.

يبلغ عمق الكنيسة 13 مترًا وعرضها نحو 9.5 أمتار، أمّا ارتفاعها فيصل إلى 7 أمتار. داخل المغارة، يوجد نفقٌ من ناحية الجبل كانت المياه تتدفّق منه، ويُعتقد أنه استُخدم للاحتفال بعماد المؤمنين ومسح المرضى وللشرب أيضًا.

في القرن التاسع عشر، بنى الرهبان الكبوشيّون الواجهة الغربيّة للكنيسة، بناءً على طلب البابا بيوس التاسع، وفُتِحَت فيها ثلاثة أبواب، يُعدّ الأوسط أكبرها. أمّا المذبح الحجري وتمثال القديس بطرس داخل الكنيسة، فيعود بناؤهما إلى العصر الحديث. لحقت بالكنيسة أضرارٌ مرّاتٍ عدّة قبل أن يُعاد إصلاحها، ويُحكى أن إمبراطور فرنسا نابليون الثالث ساهم في ترميمها.

إلى ذلك، أدرجت منظّمة اليونسكو كنيسة القديس بطرس في لائحتها للتراث العالمي في العام 2011 بوصفها أوّل كنيسة بُنيت في التاريخ، معتبرةً إيّاها المكان الذي انطلق منه القديس بطرس في رسالته التبشيريّة وجعل فيه كرسيًّا أنطاكيًّا، بالاشتراك مع الرسولين بولس وبرنابا وجلس عليه مار بطرس بصفته أوّل أسقف لتشكّل هذه الأرض نقطة انطلاق المسيحيّة.

يُذكر أن مدينة أنطاكيا تُعرف بـ«مهد المسيحيّة»، نتيجة الدور الكبير الذي أدّته في انتشار المسيحيّة الأولى، وقد دُعِيَ فيها المؤمنون بـ«المسيحيين» للمرّة الأولى نحو العام 42.

لنتشبّه بالقديس بطرس «الصخرة» الذي بنى المسيح كنيسته عليها، وليكن إيماننا المسيحي كصخرة ثابتة في وجه الصعوبات والزلازل.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته