المطران بولس فرج رحّو… شهيد السلام والوحدة الإنسانيّة

صورة المطران الشهيد بولس فرج رحّو صورة المطران الشهيد بولس فرج رحّو | Provided by: Chaldean Patriarchate

«حضور الكنيسة ليس بأبنيتها، بل بحضوركم الحيّ. أنتم باقون، إذًا الكنيسة باقية». بهذه العبارات، شجّع رئيس أساقفة الموصل للكلدان المطران بولس فرج رحّو المؤمنين المصغين إلى عظته في خلال قداس احتفل به على أنقاض كنيسة الطاهرة للكلدان بالموصل، بُعيد تفجيرها بأيدي المجموعات الإرهابيّة في العام 2004.

أطلق المطران رحّو نداءات محبّة متكرّرة في فترة عصيبة شهدت في خلالها الموصل، مركز محافظة نينوى شمالي العراق، سلسلة أحداث عنف دراماتيكيّة في الأعوام التي تلت 2003 إذ فُجِّرَت كنائس عدّة، فضلًا عن عمليّات تهديد وخطف وقتل طالت مسيحيين كثيرين بينهم كهنة. وقال: «نحن المسيحيين لسنا أعداءً لأحد، وحتى الذين يحسبوننا أعداءً لهم، فهؤلاء يوصينا إنجيلنا وربّنا يسوع المسيح بأن نحبّهم، بقوله: أحبّوا أعداءكم»، مكرّرًا الدعوة إلى الصلاة من أجل الذين «اعتبرونا أعداءً لهم وفجّروا كنائسنا»، ومشدّدًا على الصمود لأن العراق «بلدنا ونحن باقون هنا كما بقي أجدادنا، على الرغم من كل الاضطهادات».

شهيد السلام والوحدة الإنسانيّة

هاجم مسلّحون مجهولون المطران رحّو يوم التاسع والعشرين من فبراير/شباط 2008 أمام كنيسة الروح القدس الكلدانيّة بالموصل بعد إنهائه صلاة درب الصليب، ما أسفر عن اختطافه واستشهاد سائقه ومرافقيه. وبعد مفاوضات عصيبة مع الخاطفين، وعلى الرغم من دفع الفدية، عُثِرَ على جثمانه شبه مدفون يوم الثالث عشر من مارس/آذار 2008 في إحدى ضواحي الموصل. وقد شُيِّعَ جثمانه ودُفِنَ في بلدة كرمليس، بسبب تردّي الأوضاع الأمنيّة في الموصل، ثمّ نُقِلَ إلى كنيسة مار بولس للكلدان بالموصل في العام 2012، تنفيذًا لوصيّته. وإبّان سيطرة تنظيم داعش على المدينة، دُمّر كل من الكنيسة والقبر.

إلى ذلك، قدّمت البطريركيّة الكلدانيّة دعوى أمام مجمع القديسين في الفاتيكان لإعلان تطويب المطران رحّو ومرافقيه الشهداء. وفي وقت لاحق، أكد بطريرك الكنيسة الكلدانيّة الكاردينال لويس روفائيل ساكو أن دعوى التطويب جارية على قدمٍ وساق، مستبشرًا بقرب إعلانهم طوباويين.

الجدير بالذكر أن المطران رحّو الذي اختير رئيسًا لأساقفة الموصل للكلدان في العام 2001 كان ناشطًا على الصعيد الرعوي إذ أسّس «جماعة المحبّة والفرح» التي تهتمّ بالإخوة من ذوي الاحتياجات الخاصّة و«واحة المحبّة والفرح» لرعاية الأيتام، كما ألّف كتابًا عن كنيسة مار إيشوعياب برقوسري.

وكانت السلطات المحلّية في الموصل قد أطلقت في العام 2013 اسم المطران الشهيد فرج رحّو على الشارع الذي تقع فيه كنيسة مار بولس للكلدان لتتمّ إزالة لافتة الاسم في فترة سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على الموصل، ثمّ تُعاد مؤخّرًا مع إضافة عبارة «شهيد السلام والوحدة الإنسانيّة».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته