البابا فرنسيس مترئسًا قداس أربعاء الرماد: الصوم زمن الحقيقة وسقوط الأقنعة

البابا فرنسيس يترأس الذبيحة الإلهيّة في روما بمناسبة أربعاء الرماد البابا فرنسيس يترأس الذبيحة الإلهيّة في روما بمناسبة أربعاء الرماد | Provided by: Daniel Ibáñez-CNA/Vatican Pool

«هذا هو الزمن المؤاتي للتوبة وتغيير نظرتنا، بالأخصّ لذواتنا، للولوج إلى داخلنا: فكم من أشياء تلهينا ومن سطحيّات تحوّلنا عن الأمور المهمّة وكم من مرّة نركّز نظرنا على رغباتنا أو على ما ينقصنا، مبعدين ذواتنا عن أعماق قلبنا، فننسى معانقة معنى وجودنا في العالم». هذا ما قاله البابا فرنسيس، في خلال ترؤسه الذبيحة الإلهيّة بعد ظهر اليوم في بازيليك القديسة سابينا في روما، بمناسبة أربعاء الرماد.

واعتبر الأب الأقدس، في بدء زمن الصوم بحسب الطقس اللاتيني، أن هذا الزمن مناسب للعودة إلى الجوهر والربّ، والتخلّي عمّا يثقل حياتنا بهدف التصالح مع الله وإعادة إشعال نار الروح القدس الذي يسكن في رماد إنسانيّتنا الهشّة.

وشرح أن رتبة الرماد تُدخلنا في مسيرة العودة إلى الربّ وتدعونا إلى اكتشاف حقيقة ذواتنا. فالرماد يذكّرنا بأنّ الربّ هو وحده الله ونحن صنع يديه، كما أردف.

وأضاف الحبر الأعظم: «الصوم هو زمن الحقيقة حيث تسقط الأقنعة التي نلبسها يوميًّا، سعيًا للظهور كاملين في عيني العالم. الصوم زمن من أجل محاربة الباطل والرياء، كما قال يسوع في الإنجيل».

وفسّر أيضًا أن الرماد يُظهر حقيقة ذواتنا، فنعي أن شخصنا لا يكفي بحدّ ذاته، بل نحن نحتاج إلى العلاقات مع الآخرين. بذلك، يكشف الرماد أن ادّعاء الاكتفاء الذاتي أمر خاطئ وأن «صنم الأنا» مدمّر إذ يغلقنا في قفص الوحدة، بحسب قول الحبر الأعظم. من هنا، الصوم هو الزمن المؤاتي للخروج من الفردانيّة وإعادة تعلّم محبّة الإخوة.

وأوضح البابا أن هناك 3 دروب كبرى لتحقيق هذه الغاية، وهي الصدقة والصلاة والصوم. فالصدقة ليست عملًا سريعًا يهدف إلى غسل الضمير بل إلى لمس آلام الفقراء بالدموع والآلام الخاصّة، والصلاة ليست مجرّد رتبة بل حوار حقيقة ومحبّة مع الآب، والانقطاع عن الطعام ليس عملًا بسيطًا بل تذكير للقلب بما هو مهمّ وزائل، على حدّ تعبيره.

وكانت مسيرة قد انطلقت قبل بدء الذبيحة الإلهيّة من كنيسة القديس أنسلموس المجاورة باتّجاه بازيليك القديسة سابينا سار فيها حشدٌ من الكرادلة والأساقفة والكهنة والرهبان من دون مشاركة الأب الأقدس.

يُذكر أن البابا لا يزال يعاني آلامًا في ركبته، وهو غالبًا ما يتنقّل على الكرسي المتحرّك. 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته