قيام كرسي بطرس الرسول… تذكار انطلاقة المسيحيين الأوائل

تمثال القديس بطرس الرسول تمثال القديس بطرس الرسول | Provided by: Marina Gr via Pexels

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار قيام كرسي بطرس الرسول في أنطاكية في 22 فبراير/شباط من كل عام. فالقديس بطرس هو الصخرة التي بنى عليها المسيح كنيسته، موكلًا إليه مهمّة رعاية خرافه.

«أنا أقول لك: أنتَ الصخرة، وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي، فلن يقوى عليها سلطان الموت. وسأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات. فما ربطته في الأرض، رُبِطَ في السماوات. وما حللته في الأرض، حُلَّ في السماوات» (متى 16: 18-19). ننطلق من هذه الآية لنكتشف معًا كيف أن الربّ يسوع أسند إلى تلميذه سمعان بطرس مهمّة بناء كنيسته ورعاية خرافه، فأصبح قائدًا للرسل الاثني عشر وراعيًا لهم، وفق وصيّة معلّمه.

حين انطلق الرسل يبشّرون بكلمة المسيح، استمرّ بطرس الرسول يبشّر في أورشليم واليهوديّة، محافظًا على ميراث معلّمه من خلال إعلان البشرى وترسيخ الأخوّة في الإيمان. كما تحمّل المعاناة وسُجِنَ لثلاث سنوات بسبب دفاعه القويم عن الحقّ. ثمّ انتقل إلى أنطاكية حيث أقام كرسي رئاسته، فكان أوّل أسقف عليها، وتابع بعدها رسالته التبشيريّة الخلاصيّة، وتعمّد كثيرون على يده باسم الربّ يسوع، وأنشأ كنيسة أنطاكية التي عُرِفَ فيها المؤمنون بالمسيحيين للمرّة الأولى، وهكذا أخذت المسيحيّة تنتشر في العالم. وبقي بطرس هناك حتى العام 42.

في العام 43، نقل بطرس الرسول كرسيه من أنطاكية إلى روما، وجعل القديس أوديوس أسقفًا خلفًا له على كنيسة أنطاكية. ثمّ راح يدبّر كل الأمور المتعلّقة بالكنيسة في روما طوال 25 عامًا إلى أن أتت ساعة استشهاده في زمن الاضطهاد المسيحي في عهد الإمبراطور نيرون في النصف الثاني من القرن الأوّل. كما طلب أن يُصلب رأسًا على عقب لأنه اعتبر نفسه غير مستحقّ ليُصلب كمعلّمه.

عرف القديس بطرس الكثير من التحدّيات والمعوقات في حياته التبشيريّة إلّا أنّه ظلّ ثابتًا في إيمانه ومفعمًا بغيرته الشديدة على كلمة معلّمه.

نسألك يا ربّ، في تذكار قيام كرسي بطرس في أنطاكية، أن تشدّدنا لنعيش الصلاح في كنيستك ونؤمن بكلمتك ونشهد لها حتى النبض الأخير.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته