ماذا تعرف عن الشبقونو؟

كنيسة الطاهرة الكبرى في قرقوش الاحتفال برتبة الشبقونو في كنيسة الطاهرة الكبرى في قرقوش، العراق | Provided by: Ragheed Nenwaya
كنيسة الطاهرة الكبرى في قرقوش الاحتفال برتبة الشبقونو في كنيسة الطاهرة الكبرى في قرقوش، العراق | Provided by: Ragheed Nenwaya
كنيسة الطاهرة الكبرى في قرقوش الاحتفال برتبة الشبقونو في كنيسة الطاهرة الكبرى في قرقوش، العراق | Provided by: Ragheed Nenwaya

شبقونو كلمة سريانيّة تعني المسامحة. ولأن زمن الصوم هو زمنٌ للتوبة والمصالحة، تحتفل الكنائس السريانيّة في مستهلّه برتبة المسامحة «الشبقونو». فمن خلالها، يتأهّب المؤمن المسيحي لعيش مسيرة الصوم الكبير بتواضع وتوبة ونقاوة قلب، معلنًا استعداده لمصالحة إخوته كخطوة أولى في طريق المصالحة مع الله، عبر رتبة توبة جماعيّة.

يحدّد الطقس السرياني الأنطاكي يوم الاثنين الأوّل من الصوم للاحتفال بهذه الرتبة، فيما يتمّ دمجها بقداس الأحد الأوّل من الصوم في بعض الأحيان.

في خلال الشبقونو، يقرأ المُحْتَفِل نصًّا من إنجيل متى (مت 18: 15-35) الذي يدعو فيه الربّ إلى المغفرة والتسامح مع القريب والاستمرار في السعي إلى تحقيق المصالحة معه ليُقدِّس المُحْتَفِل بعدئذٍ زيت الزيتون الخالص، ثمّ يدهن به جبهته على شكل صليب، ويتبع ذلك دهن جباه المؤمنين لتُختتم الرتبة بركوع المحتفل ليطلب من إخوته المسامحة-شبقونو، ويدعوهم ليسامح بعضهم بعضًا.

إلى التراب تعود

يشهد الاثنين الأوّل من الصوم أيضًا احتفال الكنيسة المارونيّة برتبة تبريك الرماد، فيما تحتفل به الكنيسة اللاتينيّة في الأربعاء التالي (أربعاء الرماد). وبهذا الرماد، توسم جباه المؤمنين على شكل صليب، في إشارة إلى تواضع الإنسان واعترافه بضعفه أمام خالقه، فهو تراب وإلى التراب يعود، فضلًا عن إقراره بخطاياه التي يعلن توبته عنها، راجيًا أن ينال الغفران.

مثلما يعلّمنا سفر يونان، الرماد علامة إعلان التوبة والاتضاع «وَبَلَغَ الأَمْرُ مَلِكَ نِينَوَى، فَقَامَ عَنْ كُرْسِيِّهِ وَخَلَعَ رِدَاءَهُ عَنْهُ، وَتَغَطَّى بِمِسْحٍ وَجَلَسَ عَلَى الرَمَادِ» (يون 3: 6). وعلى مثاله، نَسِمُ جباهنا بالرماد ونعلن التوبة معترفين بخطايانا وطالبين الرحمة من الله أبينا، من دون أن ننسى أنه أوصانا أيضًا ألّا نكون عابسين في صومنا كالمرائين، بل يقول: «وَأَمَّا أَنْتَ، فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا، بَلْ لأَبِيكَ الذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً» (مت 6: 17-18). وعلّمنا أيضًا أن نصلّي هكذا: «وَاْغفِرْ لنا خَطَايَانَا، كَمَا نَحْنُ أيْضًا نَغْفِرُ لِمَنْ أَخْطَأ إلَيْنَا» (مت 6: 12). وخلاصة القول، قبل أن نسامَح، علينا أن نسامِح، سواء وسمنا جباهنا بالزيت أم الرماد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته