الحداد عبر «آسي مينا»: المسيرة السينودسيّة تكشف حاجة الكنيسة إلى التجدّد والمواهبيّة

المطران إيلي الحداد يشارك في الجمعيّة السينودسيّة القارّية للكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط المطران إيلي الحداد يشارك في الجمعيّة السينودسيّة القارّية للكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط | Provided by: Mgr Elie Al Haddad

تمثّل السينودسيّة الطريق الأساسي للكنيسة التي دُعيت إلى إعادة تجديد نفسها تحت عمل الروح بفضل الإصغاء إلى الكلمة. تعتمد القدرة على تخيّل مستقبل مختلف للكنيسة ومؤسّساتها على قدم المساواة مع الرسالة التي تلقّتها بشكل كبير على اختيار بدء مسارات الإصغاء والحوار والتمييز الجماعي (الوثيقة التحضيريّة لسينودس 2023 «من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة»).

في المسار السينودسي الذي انتقل إلى مرحلته القارّية الثانية، تلبيةً لدعوة البابا فرنسيس إلى «السير معًا» على ضوء الكتاب المقدّس، تنعقد الجمعيّة السينودسيّة القارّية للكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط في بيت عنيا-حريصا لغاية 18 فبراير/شباط الحالي.

ما تقييم المرحلة الأولى من المسيرة السينودسيّة؟ كيف تحقّق الجمعيّة السينودسيّة القارّية للكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط أهدافها المرجوّة؟ إلى أي مدى يساهم المسار السينودسي في إحراز تقدّم على صعيد الحوار المسكوني؟

إليكم الأجوبة في مقابلة خاصّة لـ«آسي مينا» مع راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك والمنسّق البطريركي للسينودس في الكنيسة المطران إيلي الحداد.

المرحلة الأولى من المسيرة السينودسيّة

في حديث خاصّ إلى موقعنا، أوضح المطران الحداد أن المرحلة الأولى من المسيرة السينودسيّة اقتصرت على كونها مرحلة استشاريّة واسعة، بحيث وضع المؤمنون تصوّرهم لكنيسة سينودسيّة أي تجديد العلاقات مع الجميع، لافتًا إلى أن الوثيقة الصادرة عن المرحلة الأولى تضمّنت إيجابيّات وسلبيّات.

وشرح أن أبرز إيجابيّاتها تتمثّل في كونها كنيسة موضوعيّة تعرف أن لديها مشاكل ولا تخجل منها، بل تعترف بها مثل بعض التصرّفات المتعلّقة بأخلاقيّات الكهنة والمسيئة إلى الكنيسة، مشيرًا إلى أنها مؤسّسة بشريّة معرّضة للخطر.

أهداف الجمعيّة السينودسيّة المرجوّة

استشهد المطران الحداد بكلام المسيح: «حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فأنا أكون في وسطهم» (مت 18: 20)، متحدّثًا عن توجّهات جديدة بارزة في اللقاءات المنعقدة في بيت عنيا مع ذوي النيّات الحسنة.

وشدّد على أن الكنيسة اكتشفت في المرحلة الأولى من المسيرة السينودسيّة أنها بحاجة إلى التجدّد وتفعيل دور الشباب والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصّة.

وأكد المطران الحداد أن الإكليروس لن يبقوا وحدهم القادة بل إن الأفكار تتوجّه نحو المواهبيّة في الكنيسة، ما يعني أن العلماني يستطيع أن يكون أفضل من الكاهن في أكثر من صعيد، شارحًا: يقدر العلماني أن يكون قائدًا في إدارة الجماعة والخيرات المادّية والمصالحات العائليّة. وبالتالي، تبرز المواهبيّة كتحديد جديد لمفهوم القيادة في هذا السينودس.

وقال إن كنيستنا هي سينودسيّة بامتياز، وكلمة سينودس تلازم الكنيسة الشرقيّة، مضيفًا: بعد تبلور الشقّ النظري وإصدار الوثيقة الختاميّة للمسيرة السينودسيّة، ربما يحدّد الإرشاد الرسولي الأخير كيفيّة تجديد الكنيسة.

المسار السينودسي والحوار المسكوني

إلى ذلك، اعتبر المطران الحداد أن المسار السينودسي يساهم في إحراز تقدّم على صعيد الحوار المسكوني لأن الكنيسة تلتقي الآخر المختلف عندما تتخطى ذاتها ومشاكلها، مشيرًا إلى أن هذا الأمر تعبّر عنه «شركة ومشاركة ورسالة».

واختصر الصعوبات والعوائق في المسيرة السينودسيّة بالتغيير والتخلّي والغموض في الرؤية، متسائلًا إذا ما كانت السينودسيّة هي الدواء الفعّال لكنيسة اليوم، ولا سيّما أن هناك مواضيع لا تمتّ إلى السينودسيّة بصلة وتحتاج إلى البشارة وهي متعلّقة بجودة اختيار الكهنة ونوعيّة البشارة، إذ إننا لا نحسن إعلان البشرى بطريقة إعلاميّة معاصرة وجذّابة، فضلًا عن قضايا الكهنة المثليين والمتحرّشين بالأطفال.

ورأى راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك أن الحلّ لأبرز هذه المعضلات يكمن في المواهبيّة، موضحًا أن القيادة في الكنيسة ليست كما نفهمها تقليديًّا ذات سلطة، بل هي ذات توجيه في الخفاء، فتقطف الجماعة ثمرة النجاح.

وختم المطران الحداد حديثه عبر «آسي مينا»، مؤكدًا أن الكنيسة ترغب في لقاء المؤمنين غير الملتزمين والإصغاء إليهم ومحاورتهم والعمل معًا لأن المسيرة السينودسيّة تسعى إلى الالتقاء بالبعيدين عن كنف الكنيسة.

المزيد

 

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته