القديس ملاتيوس... معلّم الإيمان الحقّ ومحرّك الفضيلة

القديس ملاتيوس القديس ملاتيوس | Provided by: Mother of Achilles/Pinterest

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس ملاتيوس بطريرك أنطاكية في 12 فبراير/شباط من كل عام. هو التقيّ والوديع والمتواضع ومعلّم الإيمان الحقّ.

أبصر ملاتيوس النور في القرن الرابع في أرمينيا، ونشأ في كنف عائلة مسيحيّة صالحة. تحلّى بالفضائل الروحيّة، وتسامى بعلومه وإيمانه الراسخ في كلمة الله.

انتشرت البدعة الآريوسيّة التي تنكر ألوهيّة المسيح في تلك الحقبة، إلّا أن الآريوسيين اختاروا ملاتيوس أسقفًا على سبسطيا في العام 358، ظنًّا منهم بأنّه يشاطرهم أفكارهم.

ولمّا أظهر الناس عصيانًا وانقسامًا في المواقف والآراء، غادر ملاتيوس إلى حلب، حيث سكن في أحد الأديار، ممارسًا حياة الصوم والصلاة والتعبّد وقراءة الكتب المقدّسة.

بعد وفاة بطريرك أنطاكية، انتُخب ملاتيوس خلفًا له. ثمّ نُفي لأكثر من مرّة، إلّا أنّه في منفاه الثالث والأخير، التقى القديس باسيليوس الكبير الذي ساعده في معالجة سوء التفاهم القائم بينه وبين روما والإسكندريّة.

بعدئذٍ، أعاد الملك غراسيانوس الكاثوليكي جميع الأساقفة إلى كراسيهم. وهكذا، رجع ملاتيوس إلى شعبه الذي راح يهلّل فرحًا بعودته، بعد غياب دام ست سنوات.

علّم القديس ملاتيوس تلاميذه السلوك في درب الإيمان الصحيح، منهم القديس يوحنا الذهبي الفم الذي منحه سرّ العماد وجعله قارئًا ثمّ شمّاسًا.

بعدئذٍ، شارك ملاتيوس في المجمع المسكوني الثاني في القسطنطينيّة في العام 381. من ثمّ، أُصيب ملاتيوس بالمرض، ورقد بسلام في العام نفسه.

قيل الكثير عن القديس ملاتيوس إذ وصفه القديس غريغوريوس اللاهوتي بـ«التقيّ الوديع المتواضع القلب الذي تتلألأ أنوار الروح القدس على محيّاه». وأشاد تلميذه القديس يوحنا الذهبي الفم به، قائلًا: «كان مجرّد التطلّع إليه يبعث الفرح في النفس ويحرّك الفضيلة».

علّمنا يا ربّ، في تذكار القديس ملاتيوس، أن نحيا التقوى والوداعة والتواضع على مثاله، وأن نفيض من فرحك الأزلي ومحبّتك اللامتناهية في حياة الآخرين.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته