الأراضي المقدّسة: الحجز على الحسابات الماليّة لمعهد نوتردام الباباوي

دار ضيافة معهد نوتردام البابوي في القدس دار ضيافة معهد نوتردام الباباوي في القدس | Provided by: Pontifical Institute Notre Dame of Jerusalem Center

حجزت بلديّة القدس على الحسابات الماليّة لمعهد نوتردام الباباوي بحجّة عدم تسديد القائمين عليه مبلغًا لصالحها قيمته 5 ملايين دولار متراكمة على شكل ضريبة.  

وكانت البلديّة قد أوعزت إلى شركات الدفع والتحويل الإلكترونيّة برفض تحويل الأموال الخاصّة بالمعهد، ما أشعل أزمة بين الحكومة الإسرائيليّة والفاتيكان. وذكرت الإذاعة الإسرائيليّة الرسميّة أن سفير إسرائيل لدى الفاتيكان يعمل حاليًّا على حلّ الخلاف.

يتكوّن معهد نوتردام من كنيسة وكلّية فندقيّة وقاعة لعقد المؤتمرات والفعاليّات الثقافيّة والفنّية، إضافة إلى دار ضيافة أو ما يُعرف بفندق نوتردام. وبحسب تصريح السلطات الإسرائيليّة، فإن الضريبة المُراد تحصيلها مستحقّة على الفندق.

من جهتها، ردّت السفارة الباباويّة مبيّنةً عدم قانونيّة هذه الضريبة لأن المكان مخصّص لاستقبال الحجّاج، والمعهد هو في الأساس مركز حجّ دولي. كما عبّر السفير الباباوي في الأراضي المقدّسة عن خشيته من أن يكون الدافع من هذه الخطوة استهداف المسيحيين وأماكن عبادتهم، الأمر الذي تصاعد في الآونة الأخيرة بعد تشكيل حكومة يمينيّة وصفها محلّلون بأنها الأكثر تطرّفًا في تاريخ إسرائيل.

كابيلا دار ضيافة معهد نوتردام الباباوي في القدس. Provided by: Pontifical Institute Notre Dame of Jerusalem Center
كابيلا دار ضيافة معهد نوتردام الباباوي في القدس. Provided by: Pontifical Institute Notre Dame of Jerusalem Center

يقع المعهد الباباوي لمركز نوتردام ضمن ما كان يعرف سابقًا بالمنطقة الحرام التي كانت خاضعة سابقًا لإدارة قوّات الأمم المتحدة. لكن منذ ضمّ إسرائيل القدس الشرقيّة، أصبح المعهد ضمن أراضيها، لذا فرضت عليه «ضريبة المُسقفات». ومنذ اللحظة الأولى، رفضت السفارة الباباويّة الاعتراف بمشروعيّة الضريبة، وبعد مفاوضات دامت سنوات طويلة وضغط مسيحي رسمي وشعبي، أُغْلِقَ الملفّ في العام 2018 ليُعاد فتحه لاحقًا.

وتجدر الإشارة إلى أن مركز نوتردام في القدس له تاريخ عريق يعود إلى أكثر من 100 عام، وقد أعاد البابا بولس السادس بناءه وتأهيله وجعله مركزًا للحجّ الدولي تابعًا للكرسي الرسولي. وفي العام 1978، أصدر البابا القديس يوحنا بولس الثاني مرسومًا يقضي بجعل المركز معهدًا حبريًّا ومكانًا مسكونيًّا مقدّسًا. المعهد لا يبغي الربح ويعاني صعوبة في التمويل، ولا سيّما أنه مُستثنى من المساعدات الحكوميّة، وهو لم يتلقَّ أيّ دعم من السلطات الحكوميّة في خلال جائحة كورونا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته