الأب عماد ضاهر... كاهن كاثوليكي قضى تحت أنقاض الزلزال المدمّر

صورة الأب الراحل عماد ضاهر والبناية المنكوبة في حلب صورة الأب الراحل عماد ضاهر والبناية المنكوبة في حلب، سوريا | Provided by: ACI MENA

بعد ساعات من الجهود المكثّفة التي بذلتها فرق الدفاع المدني لإنقاذ المواطنين العالقين تحت الأنقاض إثر الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا والبلدان المجاورة، انتُشلت اليوم جثّة الأب عماد ضاهر، كاهن رعيّة السيّدة العذراء للروم الملكيين الكاثوليك في حلب، عند الساعة 5 بعد الظهر.

من هو الأب عماد ضاهر؟

الأب عماد ضاهر، كاهن لبناني من أصل ماروني (مواليد 1964)، انتقل ليتابع خدمته في كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في حلب.

هو الابن الأصغر في عائلة مؤلفة من ثلاثة إخوة وأخت. بين عامَي 1991 و1997، التزم في الحياة الرهبانيّة في أحد الأديرة في لبنان حيث تعمّق في القراءات الإنجيليّة والسجود المتواصل للقربان.

في العام 1997، انتقل إلى حلب. في العام 2002، رُسِمَ شمّاسًا إنجيليًّا، ولبّى دعوة الربّ ليكون خادمًا في حقله، ورُسِمَ كاهنًا في 6 يناير/كانون الثاني 2003.

كانت للأب الراحل علاقة مميّزة بمريم العذراء إذ كان يتلو المسبحة الورديّة باستمرار منذ صغره، كما عوّدته والدته، مردّدًا: «السلام عليكِ يا أمّي مريم». لم يكتفِ الأب ضاهر بتلاوة المسبحة الورديّة، بل كان يطلب من الشبيبة تلاوتها على الدوام.

أُصيب الأب ضاهر بقذيفة أطلقها تنظيم داعش في حلب، مستهدفًا مطرانيّة الروم الكاثوليك في 10 أكتوبر/تشرين الأوّل 2012. إثر الحادث، فقد الأب ضاهر إحدى عينيه واستُبدلت بأخرى اصطناعيّة، كما أُصيب في ذراعه.

سافر الأب ضاهر إلى لبنان لتلقّي العلاج لكنه ما لبث أن عاد مسرعًا إلى رعيّته في سوريا، وقال وقتذاك: «إن الراعي لا يترك قطيعه، وإلا سيأتي الذئب لِيَلْتَهِم مَن بقي بينما سيفرّ الآخرون».

كان الأب ضاهر يبشّر المؤمنين بشتى الوسائل، وقدّم سلسلة من الحلقات المنوّعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبالأخصّ راديو مريم، منها: ظهورات العذراء مريم، مريم سلطانة السماء والأرض، أحزان مريم، العقائد والحقائق المريميّة، السنة الطقسيّة البيزنطيّة.

توفّي الأب ضاهر اليوم إثر هبوط المبنى الذي كان يقطنه في العزيزيّة جرّاء الزلزال الذي ضرب حلب، بعد بقائه لساعاتٍ طويلة تحت الأنقاض.

وكان زلزالٌ مدمّر بلغت قوّته 7.8 درجات على مقياس ريختر قد ضرب جنوب شرق تركيا فجر اليوم عند الساعة 4.17 بالتوقيت المحلّي، على عمق حوالى 17.9 كلم، وفق المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي.

وسجّلت إدارة الكوارث والطوارئ التركيّة زلزالًا ثانيًا مركزه كهرمان مرعش جنوب شرق البلاد بقوّة 7.6 درجات على مقياس ريختر في حين بلغت حصيلة الضحايا نحو 2700 شخص في تركيا وسوريا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته