ما موقف الكنيسة الكاثوليكيّة من الحرب؟

العلم الأوكراني مؤمنون يرفعون العلم الأوكراني في الفاتيكان | Vatican Media

"طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون" (مت 5: 9). لطالما تجلّت هذه الآية في عمل الكنيسة في كل الأزمنة.

في خضمّ الأحداث المأساويّة التي تلفّ قلب العالم، ما موقف الكنيسة الكاثوليكيّة من الحرب؟ ما مفهوم الشهادة في الكنيسة؟ ما الخطوات التي تتّخذها من أجل حماية الشعوب؟

رسولة سلام في زمن الحرب

في حديث خاصّ لـ"آسي مينا"، أكد رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم أن موقف الكنيسة الكاثوليكيّة من الحروب، ولا سيّما الحرب الروسيّة-الأوكرانيّة، يتجلّى في الدعوة إلى إحلال السلام بين الشعوب، أي أن الكنيسة ضدّ أيّ شكل من أشكال الحروب، ما يجعلها تدعو إلى حلّ النزاعات بين الدول والأفرقاء المتصارعين بالطرق السلميّة عبر الحوار والتفاهم ونشر العدالة، ساعيةً بشكل دائم إلى أن تكون رسولة سلام عند وقوع الحرب.
الأب عبدو أبو كسم. Provided by: Father Abdo Abou Kassem/ACI MENA
الأب عبدو أبو كسم. Provided by: Father Abdo Abou Kassem/ACI MENA

أحداث مؤثرة كثيرة حصلت في خلال الحرب الأخيرة، منها ما قام به مهندس الكتيبة البحريّة فيتالي سكاكون فولوديميروفيتش الذي فجّر جسرًا حيويًّا في هينيتشيسك لإيقاف تقدّم القوات الروسيّة، مضحّيًا بنفسه من أجل حماية جنود بلاده. هل تعتبره الكنيسة الكاثوليكيّة شهيدًا؟

أمام هذه الحادثة، قال الأب أبو كسم: إن هذا المفهوم نسبيّ لأن حقّ الدفاع عن النفس مقدّس. عند وقوع الحرب، كل جهة تدافع عن نفسها. وبالتالي، مَنْ يدافع عن بلاده وشعبها ويضحّي بنفسه من أجل خلاص الآخرين شهيد لأنه قضى من أجل حماية وطنه، علمًا بأن الجندي الذي يسقط في أرض المعركة شهيد.

السلاح الأقوى للكنيسة

وسط الأحداث المأساويّة الراهنة، شدّد الأب أبو كسم على أن الكنيسة تسعى عبر وسائلها الدبلوماسيّة والسياسيّة إلى المساهمة في المصالحة بين الدول المتخاصمة، ولا سيّما إذا كانت الشعوب رازحة تحت الحرب، وحقوق الإنسان منتهكة، والبنى التحتيّة مدمّرة، مضيفًا: إن الكنيسة تسعى إلى العمل في إغاثة المنكوبين وإجراء الحوارات وحلّ النزاعات على الصعيد الدبلوماسي أو الضغط على القوى العظمى لوقف إطلاق النار من أجل فتح المجال لإجراء المفاوضات، لكن السلاح الأقوى الذي تختاره الكنيسة هو الصلاة.

وختم الأب أبو كسم حديثه عبر "آسي مينا"، معربًا عن تضامنه مع الشعوب التي تشعر اليوم بالضيق، ولا سيّما كل النازحين والمشرّدين وأهالي الجرحى والأسرى، ورافعًا الصلاة كي يزيل الربّ الشدّة عن كاهل أولئك الذين يقعون تحت وطأة الحرب وتبعاتها ويخفّف آلامهم، وسائلًا الله الرأفة بشعبه وإنارة عقول المسؤولين عن إدارة هذه الحرب المدمّرة ليعملوا من أجل السلام.

المزيد

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته