ساكو: «لنتصالح كي لا تفرغ أرض أجدادنا من سكانها الأصليين!»

بطريرك الكنيسة الكلدانيّة الكاردينال لويس روفائيل ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانيّة الكاردينال لويس روفائيل ساكو | Provided by: ACI MENA

تزامنًا مع اقتراب أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، أطلق بطريرك الكنيسة الكلدانيّة الكاردينال لويس روفائيل ساكو نداءً أكد فيه ضرورة استجابة الكنائس الشرقيّة للمتغيّرات الثقافيّة والاجتماعيّة والضغوط السياسيّة والاقتصاديّة، داعيًا إلى الوحدة والشركة الأخويّة بين المسيحيين والتصالح والتكاتف كي لا تفرغ أرض أجدادنا من سكانها الأصليين.

واعتبر أن الكنائس الشرقيّة متأثرة بالمجتمع الذي تعيش فيه، ولا سيّما أن سكان بلدان الشرق الأوسط في غالبيّتهم مسلمون محافظون ويرفضون الحداثة.

واستنتج «أن المسيحي الشرقي يشعر بأنه مقيّد بحبالٍ عدّة: صعوبة البحث عن المعنى في النصوص الدينيّة والتقاليد، والخوف من التحديث وما يعقبه من انتقادات، وتعدّد الكنائس والتنافس في ما بينها، وتداخل الجانب القومي بالجانب الكنسي، واللغة».

وشدّد على أن الحقيقة والتجديد هما من صلب طبيعة الكنيسة، موضحًا أن لكل زمن رؤية جديدة، وفكرًا جديدًا ومصطلحاتٍ جديدةً، وأسلوبًا جديدًا.

ورأى وجوب أن يخاطب رجل الدين قلوب الناس في عظاته بعيدًا عن الفرضيّات غير المثبتة والميثولوجيا، وأن يترجم جمال الإيمان بمعقوليّة، مشيرًا إلى دعوة البابا الراحل بنديكتوس السادس عشر المتعلّقة بأهمّية العلاقة بين الإيمان والعقل، وانعكاس صلاة رجل الدين على العلاقات العامة، وعدم خوفه من مواجهة التحدّيات.

وأردف: «الشجاعة في قول الحقيقة هي قوّة رجل الدين، فالمطلوب المزيد من البحث والتحليل والوعي لتستعيد الكنيسة دورها النبويّ في هذا الشرق المضطرب».

ولفت إلى أن الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة لم تستفد كثيرًا من أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني أو من سينودس العام 2010، مشدّدًا على ضرورة استجابة الكنائس للمتغيّرات الثقافيّة والاجتماعيّة والضغوط السياسيّة والاقتصاديّة.

وأكد ساكو وجوب إعطاء الأولويّة للوحدة، ولا سيّما أننا قد غدونا أقلية في أوطاننا، مضيفًا: «قوّتنا في وحدتنا المتآلفة التي هي وحدها الضمان لبقائنا وتواصلنا في حمل رسالتنا».

وفسّر أن الوحدة لا تعني إلغاء خصوصيّة الكنائس في إرثها الروحي والثقافي واللاهوتي والليتورجي والموسيقي والتنظيمي، بل هي قبول الاختلافات واحترامها بالتواضع المتبادل واللقاء الأخويّ، والحوار المسؤول، والتفاهم وتبادل الخبرات، والعمل معًا انطلاقًا من الإنجيل، وبنضج إيماني وروحي في خدمة الانسان، فتُضيء الكنائس مجتمعاتنا المتنوّعة بصلاتها وشهادة المحبّة والتزامها، على حدّ قوله.

وختم ساكو نداءه، حاضًّا المسيحيين على اليقظة والتنبّه «لأننا نعيش لحظة تاريخيّة في هذا الشرق الذي كنا نشكّل الغالبيّة فيه، وقد غدونا حاليًّا أقلية مهدّدة بسبب حجم الصراعات وتنوّعها والتمييز والعنف واستمرار الهجرة».

ودعا رؤساء الكنائس إلى التغلّب على الخلافات غير الجوهريّة والتعصّب والخوف للدفاع عن الوجود المسيحي في الشرق بمواقف موحّدة وخطّة مدروسة ليشجّعوا المسيحيين على البقاء عبر تربيتهم على الالتزام الإيماني الشخصي، والمشاركة الاجتماعيّة والسياسيّة في تحقيق المواطنة الحقيقيّة والعدالة الاجتماعيّة والمساواة، فتغدو الأقلية المسيحيّة مبدعة.

وتوجّه ساكو إلى المسيحيين الشرقيين بالقول: «لنتصالح ونتكاتف كي لا تفرغ أرض أجدادنا من سكانها الأصليين، أرض التاريخ، وآلاف الشهداء. كنائسنا تحمل في جسدها آلام المسيح، لنسعَ من أجل نهضتها كما نهض هو، ومن أجل نهضة بلداننا أيضًا».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته