الأراضي المقدّسة: قداس لراحة نفس البابا بنديكتوس السادس عشر

البابا بنديكتوس السادس عشر البابا بنديكتوس السادس عشر | Provided by: Vatican Media

«يا ربّ، إنني أحبّك» ... هذه كانت آخر كلمات البابا الفخري بنديكتوس السادس عشر. إنها إجابة بطرس عن سؤال طرحه عليه يسوع القائم من بين الأموات على شاطئ بحر الجليل. حاول البابا دائمًا تجسيد تلك العبارة في حياته». بتلك الكلمات، استهلّ حارس الأراضي المقدّسة الأب فرانشيسكو باتون عظته في خلال القداس الإلهي الذي ترأسه بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا في كنيسة القيامة بالقدس، في حضور السفير الباباوي المطران أدولفو إيلانا، والنائب البطريركي العام وليم شوملي، ومطران السريان الكاثوليك يعقوب سمعان، والمطران بولس ماركوتسو، ولفيف من الكهنة من مختلف الكنائس، وشخصيّات دبلوماسيّة.

ودعا باتون في عظته كل مؤمن إلى أن يختبر الموت بوصفه عبورًا ومرورًا، وأن يعيش حياته كلّها من منظور فصحي، رابطًا تلك الدعوة بالقيامة والقبر الفارغ الذي يُحتفى بالذبيحة الإلهيّة في جواره. وقال: «بفضل هذا القبر الفارغ، حصلنا على نعمة أن نكون قادرين على العيش في الله إلى الأبد».

ولفت باتون إلى زيارة البابا الراحل التاريخيّة للأراضي المقدّسة في العام 2009، وتشبيهه في كلمته آنذاك الفرصة التي أُتيحت للقديس توما للمس يسوع القائم من الأموات بفرصة مَن يرون اليوم تلك الأماكن التي شهدت حضور المسيح وخدمته الأرضيّة وآلامه وموته وقيامته وعطيّة روحه القدوس.

وشدّد باتون على أهمّية مراجعة ما قام به البابا في أثناء حجّه إلى القدس، وإعادة قراءة كلماته والتأمّل فيها نظرًا إلى مغزاها الكبير، خصوصًا ما يتعلّق بطلبه من مسيحيي البلاد أن يظلّوا مخلصين لجذورهم كونهم ليسوا مدعوّين ليكونوا منارة إيمان للكنيسة الجامعة وحسب، بل أن يشكّلوا أيضًا خميرة انسجام وحكمة وتوازن في مجتمع متعدّد الأعراق والأديان.

وسلّط باتون الضوء على لقاء البابا الراحل مع مختلف السلطات الدينيّة والسياسيّة في البلاد، قائلًا إنه حاول زرع السلام ودعوة الناس إلى الحوار. وتحدّث في خلال رحلته عن القدس بحرارةٍ لا يستطيع أن يتمتّع بها إلا أولئك الذين يحبّون هذه المدينة المقدّسة، آملًا أن تكون حقًّا مكانًا للاجتماع والصلاة لجميع الشعوب، وأن تلهم كل من يحبّها كي يراها كنبوّة ووعدٍ بمصالحة شاملة وسلام يرغب فيهما الله.

وختم باتون عظته، مذكّرًا بكلمات البابا بنديكتوس: «إن القدس، بحكم دعوتها، يجب أن تكون مكانًا يعلّم التعدّدية والحوار والتفاهم واحترام الآخرين؛ مكانًا يتمّ فيه التغلّب على التعصّب والجهل والخوف عبر ترسيخ الصدق والنزاهة والسعي إلى تحقيق السلام. يجب على المؤمنين بإله الرحمة -سواء كانوا يعرّفون أنفسهم على أنهم يهود أو مسيحيّون أو مسلمون- أن يكونوا أوّل من يروّج لثقافة المصالحة والسلام، مهما كانت العمليّة بطيئة وذكريات الماضي مؤلمة».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته