غفارة حمراء تخبر قصّة بابا عيّن 90 كاردينالًا

البابا بنديكتوس في اللقاء العالمي للعائلات، ميلانو عام 2012 البابا بنديكتوس السادس عشر في اللقاء العالمي للعائلات في ميلانو-إيطاليا في العام 2012 | Provided by: CNA

«أظهر الكاردينال جوزيف راتزينغر إخلاصه»، وفق ما قال البابا بولس السادس في خطاب ألقاه في خلال كونسيستوار عُقِدَ في 27 يونيو/حزيران 1977، وعيَّن فيه راتزينغر كاردينالًا للكنيسة الرومانيّة المقدّسة بعدما كان رئيسًا لأساقفة ميونيخ وفريسينغ.

تحدّث بولس السادس عن التعليم اللاهوتي الذي نشره راتزينغر في جامعاتٍ مرموقة في ألمانيا وفي كثيرٍ من المنشورات الجديرة بالاهتمام. وأضاف البابا بولس السادس أن «راتزينغر أوضح كيف أن البحث اللاهوتي لا يمكنه ويجب ألّا ينفصل أبدًا عن الالتزام العميق والحرّ والخلّاق بالسلطة التعليميّة التي تفسّر كلمة الله وتعلنها بصدق، وكيف أن راتزينغر يقود، من على كرسي ميونيخ وفريسينغ، مجموعةً مختارة على دروب الحقيقة والسلام، متسلّحًا بثقتنا».

كاردينال لثمانيةٍ وعشرين عامًا

ارتدى البابا المستقبلي بنديكتوس السادس عشر الغفارة الحمراء لما يقارب 28 عامًا، وأدّى دائمًا مهمّات الكاردينال التي دعا إليها القانونان 349 و353 من القانون الكنسي بأقصى قدر من التفاني:

-«كرادلة الكنيسة الرومانيّة المقدّسة يشكّلون كلّية خاصّة تنتخب الحبر الروماني، وفقًا لقانون خاصّ. يساعد الكرادلة الحبر الروماني، إمّا بشكل جماعي عندما يجري استدعاؤهم للتعامل مع مسائل ذات أهمّية كبرى أو بشكل فردي عندما يساعدون الحبر الروماني من خلال مختلف المناصب التي يؤدّونها، ولا سيّما في الرعاية اليوميّة للكنيسة الجامعة».

-على «الكرادلة مساعدة الراعي الأعلى للكنيسة، خصوصًا من خلال العمل الجماعي في الكونسيستوار الذي يجتمعون فيه بأمر من الحبر الروماني الذي يرأسهم. ويكون هذا الكونسيستوار عاديًّا أو استثنائيًّا».

وأسند بولس السادس إلى راتزينغر مسؤوليّات كنيسة سانتا ماريا كونسولاتريس في كاسال بيرتوني. في العام 1993، عيّنه البابا يوحنا بولس الثاني أسقفًا لأبرشيّة فيليتري-سينيي. في العام 1998، أصبح راتزينغر نائبًا لرئيس مجمع الكرادلة. وبعد استقالة الكاردينال برناردين غانتين في العام 2002، انْتُخِبَ رئيسًا لمجمع الكرادلة.

ترأس راتزينغر في أبريل/نيسان 2005 جنازة يوحنا بولس الثاني، والمجلس السرّي الذي شهد بعد ذلك انتخابه بابا للكنيسة.

ماذا يعني أن تكون كاردينالًا؟

أجاب البابا بنديكتوس السادس عشر مرّات عدّة عن هذا السؤال. وشدّد البابا، في خلال أوّل كونسيستوار عقده في مارس/آذار 2006، على أن القلنسوة الحمراء هي مسؤوليّة قبل كل شيء. وقال للكرادلة الجدد: «إنّكم مرتبطون بشكل وثيق بخليفة بطرس، وأنتم مدعوّون إلى العمل معه لإنجاز خدمته الكنسيّة الخاصّة، وهذا يعني بالنسبة إليكم مشاركةً أكثر كثافة في سرّ الصليب بينما تتشاركون في آلام المسيح. نحن جميعًا شهود حقًّا لآلامه اليوم في العالم والكنيسة، وبالتالي لدينا أيضًا نصيبٌ في مجده. وهكذا ستستطيعون الاعتماد على مصادر النعمة بوفرة ونشر ثمارها الواهبة للحياة بشكل أكثر فعالية للناس من حولكم».

وأشار بنديكتوس في كونسيستوار عقده في نوفمبر/تشرين الثاني 2010 إلى أن «الشراكة الخاصّة والمودّة اللتَيْن تربطان هؤلاء الكرادلة الجدد بالبابا تجعلهم متعاونين فريدين وثمينين في المسؤوليّة السامية المتمثّلة برعاية خرافه، وهي التي كان المسيح قد عهد بها إلى بطرس من أجل توحيد الشعوب بمحبّة المسيح. من هذا الحبّ عينه، وُلِدَت الكنيسة ودُعِيَت للعيش والسير وفق وصيّة الربّ. الاتّحاد مع المسيح في الإيمان والشركة معه يعنيان أن تكونوا متجذّرين ومتأصّلين في المحبّة، وهي النسيج الذي يوحّد جميع أعضاء جسد المسيح».

وفي آخر كونسيستوار له لتعيين كرادلة جدد في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، قال بنديكتوس إن مجمع الكرادلة يعبّر عن وحدة الكنيسة وعالميّتها، فهو «يضمّ مجموعة متنوّعة من الوجوه لأنّه يعبّر عن الوجه العالمي للكنيسة». وأضاف: «في هذا الكونسيستوار، أودّ أن أسلّط الضوء خصوصًا على حقيقة مفادها أن الكنيسة هي لجميع الشعوب، ولذا فهي تتحدّث بثقافات مختلفة في مختلف القارّات. إنّها كنيسة العنصرة: وسط تعدّد الأصوات المختلفة، ترفع ترنيمة واحدة متناغمة للإله الحيّ».

وتوجّه إلى الكرادلة الجدد بالقول: «من الآن فصاعدًا، ستكونون مرتبطين بشكل وثيق بكرسي بطرس. ستكونون أوّلًا وقبل كل شيء في خدمتي الرسوليّة من أجل عيش الكاثوليكيّة في ملئها، بصفتي راعيًا لقطيع المسيح بكامله والضامن الأوّل لعقيدته وانضباطه وأخلاقيّاته». وفي خلال فترة حبريّته، ترأس بنديكتوس خمسة كونسيستوارات عيَّن فيها 90 كاردينالًا يتحدّرون من 37 دولة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته