كيف تتجلّى مساندة الكنيسة المؤمنين في لبنان؟ المطران بولس عبد الساتر يجيب

المطران بولس عبد الساتر رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر | provided by: Maronite Archdiocese of Beirut/ACI MENA

"الكنيسة في الشرق الأوسط، التي تحجّ على هذه الأرض المباركة منذ فجر الإيمان المسيحي، تواصل اليوم بشجاعة شهادتها، ثمرة حياة شركة مع الله والقريب". (الكنيسة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة-الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس للبابا بندكتس السادس عشر).

لطالما سعت الكنيسة الكاثوليكيّة في لبنان إلى مساندة أبنائها، على حدّ قول البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: "إن الكنيسة، ببطريركيّتها وأبرشيّاتها ورهبانيّاتها ومؤسّساتها، تبقى جادّة في مساندة شعبنا روحيًّا ومعنويًّا وماديًّا. على هذا الأساس، وفيما انهيار الدولة يتواصل، الكنيسة مدعوّة إلى تجديد ذاتها وقواها بقوّة الروح القدس لأنها قبلة أنظار الشعب ومحطّ آماله".

كيف تتجلّى مساندة الكنيسة المؤمنين في لبنان؟

في حديث خاصّ لـ"آسي مينا"، أكد رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر، المعروف بعظاته المدوّية التي تحمل في طيّاتها الدعوة إلى عيش الإصلاح الحقيقي والتوبيخ الأبويّ والسعي للعمل من أجل مصلحة الوطن، أن الكنيسة تساند شعبها على 3 مستويات:

-أوّلًا، على المستوى السياسي إذ إنها تطالب المسؤولين دائمًا بالقيام بواجباتهم تجاه المواطنين والوطن، وتدعو المجتمع الدولي إلى مساندة لبنان في أزمته السياسيّة والمعيشيّة، وتنبّه المسؤولين اللبنانيين من الفساد والتصارع على السلطة.

-ثانيًا، على المستوى المعيشي إذ إنها تضع ما لديها من إمكانيّات ومؤسّسات وأموال في خدمة الشعب اللبناني برمّته. فكهنة الرعايا مع معاونيهم يهتمّون قدر الإمكان بتأمين الحاجات الضروريّة من مواد غذائيّة وغيرها للمحتاجين في رعاياهم. ومطرانيّة بيروت المارونيّة، من خلال مؤسّساتها التعليميّة، تؤمّن المساعدات للذين يعجزون عن دفع أقساط أولادهم حتى لا يبقى طالب من دون تعلّم. كما أنها تساعد في دفع بعض فواتير الاستشفاء، بحسب الإمكانيّات طبعًا.

-ثالثًا، على المستوى الروحي، فهي حاضرة بكهنتها وشبيبتها وأخويّاتها والحركات الرسوليّة فيها إلى جانب المريض والمتألم للتخفيف من ثقل مرضه وألمه، وإلى جانب المحزون للتعزية، وإلى جانب الطفل والمراهق والشاب والعجوز للتشجيع والمرافقة.

أبرز تحدّيات الكنيسة في لبنان والعالم

شدّد المطران عبد الساتر على أن أبرز التحدّيات التي تواجهها الكنيسة في لبنان تتلخّص في ما يلي:

المزيد

-تأمين ما يلزم من أجل حياة كريمة للشعب اللبناني بمجمله.

-رأب الصدع القائم بين المسؤولين السياسيين المسيحيين.

-الإبقاء على هويّة لبنان والإيمان في قلوب المواطنين، وخصوصًا المسيحيين منهم، بوطنهم.

-الإصلاحات في الكنيسة على المستوى الأخلاقي والليتورجي والتدبيري وكيفيّة إفادة أولاد الكنيسة من أملاكها بالطريقة الفضلى.

(تستمر القصة أدناه)

لمطالبة الدولة بالقيام بدورها!

إلى ذلك، أوضح المطران عبد الساتر أن من يتّهم الكنيسة في لبنان بالتقصير قد يكون غير ملمّ بتفاصيل ما تقوم به الكنيسة من أجل خير الجميع في وطننا، مضيفًا: ربما بإمكان الكنيسة أن تفعل أكثر، ولكن من ناحية أخرى على الجميع أن يتذكّروا أنها ليست الدولة التي تُعتبر المسؤول الأوّل عن خير المواطنين ورفاهيّتهم.

وتمنّى على الجميع مطالبة الدولة بالقيام بدورها ومطالبة السياسيين والمسؤولين فيها بالقيام بكلّ ما يلزم، من القضاء على الفساد في صفوفهم مثلًا إلى تنشيط العمل الحكومي والمفاوضات مع المراجع الاقتصاديّة العالميّة لإنهاض لبنان من كبوته.

7 شروط لتخطّي الأزمات

وختم رئيس أساقفة بيروت للموارنة حديثه عبر "آسي مينا" بتوجيه كلمة إلى جميع اللبنانيين، داعيًا إيّاهم إلى اتّباع 7 شروط من أجل تخطّي الأزمات الراهنة، وقائلًا: بالتضامن، والتعاون، والصدق، والأمانة في التعامل، والعودة إلى الله، والعيش بحسب المبادئ الأخلاقيّة التي تربّينا عليها، وتفضيل الإنسان على المال، نتخطّى الأزمات. الحلّ عندنا أوّلًا والله معنا في مسعانا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته